العباد (وَلا يُطْعَمُ) لا يرزق ، ويقال : لا يعان على الترزيق (قُلْ) يا محمد لكفار مكة (إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) أول من يكون على الإسلام ، ويقال : أول من أخلص بالعبادة والتوحيد لله من أهل زمانه (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤)) مع المشركين (قُلْ) يا محمد (إِنِّي أَخافُ) اعلم (إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي) وعبدت غيره ورجعت إلى دينكم (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥)) عذابا عظيما فى يوم عظيم ، ويقال : عذابا فى يوم أعظم (مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ) العذاب (يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (فَقَدْ رَحِمَهُ) عصمه وغفر له (وَذلِكَ) الغفران (الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦)) النجاة الوافرة (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ) يصيبك الله (بِضُرٍّ) بشدة وفقر (فَلا كاشِفَ لَهُ) فلا رافع له (إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ) يصبك (بِخَيْرٍ) بنعمة وغنى (فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من الشدة والفقر والنعمة والغنى (قَدِيرٌ (١٧) وَهُوَ الْقاهِرُ) الغالب (فَوْقَ عِبادِهِ) على عباده (وَهُوَ الْحَكِيمُ) فى أمره وقضاءه (الْخَبِيرُ (١٨)) بخلقه وبأعمالهم ، ثم نزلت فى مقالتهم للنبى (صلىاللهعليهوسلم) ائتنا بشهيد يشهد أنك نبى (قُلْ) يا محمد لهم (أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ) أعدل وأذكى لمهارة (شَهادَةً) فإن أجابوك وإلا (قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) بأنى رسوله وهذا القرآن كلامه (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ) أنزل إلى جبريل بهذا القرآن (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ) لأخوفكم بالقرآن (وَمَنْ بَلَغَ) إليه خبر القرآن فأنا نذير له (أَإِنَّكُمْ) يا أهل مكة (لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى) يعنى الأصنام تقولون إنها بنات الله فإن شهدوا على ذلك (قُلْ لا أَشْهَدُ) معكم (قُلْ) يا محمد (إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) إنما الله إله واحد (وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩)) به من الأصنام فى العبادة (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) أعطيناهم علم التوراة ، يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه (يَعْرِفُونَهُ) يعرفون محمدا بصفته ونعته (كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ) يعنى الغلمان (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) غبنوا أنفسهم بذهاب الدنيا والآخرة ، يعنى كعب بن الأشرف وأصحابه (فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠)) بمحمد والقرآن.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ