ابنى ربيعة ، وأمية بن خلف الجمحى ، والوليد بن المغيرة المخزومى ، وأبى جهل بن هشام ، وسهيل بن عمرو وأشباههم من الرؤساء ابتلوا بالموالى (لِيَقُولُوا) لكى يقول ، يعنى عيينة بن حصن الفزارى وأصحابه (أَهؤُلاءِ) السلمان وأصحابه (مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ) بالإيمان (مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (٥٣)) بالمؤمنين لمن كان أهلا لذلك (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا) بكتابنا ورسولنا يعنى عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه (فَقُلْ) يا محمد (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) قبل ربكم توبتكم وعذركم (كَتَبَ رَبُّكُمْ) أوجب ربكم (عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) لمن تاب (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً) ذنبا (بِجَهالَةٍ) بتعمد وإن كان جاهلا بعقوبته (ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ) من بعد السوء (وَأَصْلَحَ) فيما بينه وبين الله (فَأَنَّهُ غَفُورٌ) متجاوز (رَحِيمٌ (٥٤)) لمن تاب.
(وَكَذلِكَ) هكذا (نُفَصِّلُ الْآياتِ) نبين القرآن بالأمر والنهى وخبرهم (وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (٥٥)) طريق المشركين عيينة وأصحابه لم يؤمنوا (قُلْ) يا محمد لعيينة وأصحابه (إِنِّي نُهِيتُ) فى القرآن (أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ) تعبدون (مِنْ دُونِ اللهِ) من الأوثان (قُلْ) يا محمد لعيينة وأصحابه (لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ) فى عبادة الأصنام وطرد سلمان وأصحابه عنى (قَدْ ضَلَلْتُ) عن الهدى (إِذاً) إن فعلت ذلك (وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (٥٦)) للصواب بعملى إن طردتهم (قُلْ) يا محمد للنضر بن الحارث وأصحابه (إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي) على بيان من ربى وبصيرة من أمرى ودينى (وَكَذَّبْتُمْ بِهِ) بالقرآن والتوحيد (ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) من العذاب (إِنِ الْحُكْمُ) بنزول العذاب (إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَ) يحكم بالعدل ويأمر بالحق (وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ (٥٧)) أفضل القاضين (قُلْ) يا محمد (لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) من العذاب (لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) لفرغ من هلاككم (وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (٥٨)) بعقوبة المشركين يعنى النضر وأصحابه ، فوقع بالنضر بن الحارث العذاب الذى سأل فقتل صبرا يوم بدر.
(وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) خزائن الغيب المطر والنبات والثمار ، ونزول العذاب الذى تستعجلون به يوم بدر (١)(لا يَعْلَمُها) لا يعلم مفاتيح الغيب بنزول العذاب
__________________
(١) انظر : صحيح البخارى (٥ / ١٩٣) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٥) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ١٣٧) ، ومفاتيح الغيب للرازى (١٢ / ٣٤١) وما بعدها.