الذى تستعجلون به (إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) من الخلق والعجائب ، ويقال : ويعلم ما يهلك فى البر والبحر (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ) من الشجر (إِلَّا يَعْلَمُها) كم دوران تدور (وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ) تحت الصخرة التى أسفل الأرضين إلا يعلمها (وَلا رَطْبٍ) يعنى الماء (وَلا يابِسٍ) يعنى البادية (إِلَّا فِي كِتابٍ) مكتوب (مُبِينٍ (٥٩)) كل ذلك فى اللوح المحفوظ مبين مقدارها ووقتها (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ) يقبض أرواحكم فى المنام (وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ) ما كسبتم (بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ) يرد إليكم أرواحكم (فِيهِ) فى النهار (لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى) لكى يتم أجلها ورزقها (ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ) بعد الموت (ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ) يخبركم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٦٠)) من الخير والشر.
(وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (٦٢) قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٦٤) قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧) وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٦٨) وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٦٩) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠))
(وَهُوَ الْقاهِرُ) الغالب (فَوْقَ عِبادِهِ) على عباده (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) من الملائكة ملكين بالنهار ، وملكين بالليل يكتبون حسناتكم وسيئاتكم (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) حضره الموت (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا) قبضه ملك الموت وأعوانه (وَهُمْ) يعنى مالك الموت وأعوانه (لا يُفَرِّطُونَ (٦١)) لا يؤخرون الميت طرفة عين (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ) يوم القيامة (مَوْلاهُمُ الْحَقِ) وليهم بالثواب والعقاب بالحق والعدل ، ويقال :