(وَمُسْتَوْدَعٌ) فى الأصلاب ، ويقال : مستقر فى الأصلاب ومستودع فى الأرحام (قَدْ فَصَّلْنَا) بينا (الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (٩٨)) أمر الله وتوحيده.
(وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (فَأَخْرَجْنا بِهِ) فأنبتنا بالمطر (نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ) من الحبوب وغيرها (فَأَخْرَجْنا مِنْهُ) أى بالمطر من الأرض (خَضِراً) النبات الأخضر (نُخْرِجُ مِنْهُ) من النبات الأخضر (حَبًّا مُتَراكِباً) متراكما فى السنبل وغيره الزيتون (وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها) كفراها (قِنْوانٌ) عذوق (دانِيَةٌ) قريبة يناله القاعد والقائم (وَجَنَّاتٍ) بساتين (مِنْ أَعْنابٍ) من كروم (وَالزَّيْتُونَ) شجر الزيتون (وَالرُّمَّانَ) شجر الرمان (مُشْتَبِهاً) فى اللون يعنى الرمان (وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) أى مختلف فى الطعم (انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ) انعقد (وَيَنْعِهِ) نضجه (إِنَّ فِي ذلِكُمْ) فى اختلاف ألوانه (لَآياتٍ) لعلامات (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٩٩)) يصدقون أنه من الله (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ) قالوا : إن الله تعالى وإبليس أخوان أى شريكان ، الله خالق الناس والعذاب والأنعام ، وإبليس خالق الحيات والعقارب والسباع ، وهى مقالة المجوس (وَخَلَقَهُمْ) خلقهم الله وأمرهم بالتوحيد (وَخَرَقُوا لَهُ) وصفوا له (بَنِينَ) من البنين وهى مقالة اليهود والنصارى (وَبَناتٍ) من الملائكة والأصنام ، وهى مقالة مشركى العرب (بِغَيْرِ عِلْمٍ) بلا علم وحجة وبيان (سُبْحانَهُ) نزه نفسه عن الولد والشريك (وَتَعالى) تبرأ (عَمَّا يَصِفُونَ (١٠٠)) من البنين والبنات.
(بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٠١) ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٠٢) لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٠٣) قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (١٠٤) وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (١٠٥) اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (١٠٦) وَلَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكُوا وَما جَعَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (١٠٧) وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٠٨) وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠٩) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١١٠))