بتارك عقوبة ما يعملون من المعاصى (وَرَبُّكَ الْغَنِيُ) عن إيمانهم (ذُو الرَّحْمَةِ) بتأخيره العذاب لمن آمن به (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) يهلككم يا أهل مكة (وَيَسْتَخْلِفْ) يخلف (مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (١٣٣)) قرنا بعد قرن (إِنَّ ما تُوعَدُونَ) من العذاب (لَآتٍ) لكائن (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (١٣٤)) بغائبين من العذاب يدرككم حيثما كنتم (قُلْ) يا محمد لكفار مكة (يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) على دينكم فى منازلكم بهلاكى (إِنِّي عامِلٌ) بهلاككم (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ) يعنى الجنة (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ) لا يأمن ولا ينجو (الظَّالِمُونَ (١٣٥)) المشركون من عذاب الله (وَجَعَلُوا لِلَّهِ) وصفوا الله (مِمَّا ذَرَأَ) خلق (مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ) الإبل والبقر والسائمة (نَصِيباً) حظا (فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا) لآلهتنا (فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ) لآلهتهم (فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ) فلا يرجع إلى الذين جعلوه لله (وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ) يرجع (إِلى شُرَكائِهِمْ) إلى الذين جعلوا لآلهتهم (ساءَ ما يَحْكُمُونَ (١٣٦)) بئس ما يقضون لأنفسهم.
(وَكَذلِكَ) كما زينا قولهم وعملهم (زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ) بناتهم (شُرَكاؤُهُمْ) من الشياطين (لِيُرْدُوهُمْ) ليهلكوهم (وَلِيَلْبِسُوا) يخلطوا (عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ) دين إبراهيم وإسماعيل (وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ) يعنى التزيين ودفن بناتهم أحياء (فَذَرْهُمْ) اتركهم (وَما يَفْتَرُونَ (١٣٧)) يكذبون على الله فيقولون : إن الله أمرهم بذلك يعنى بدفن البنات (وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ) يعنى البحيرة والسائبة والوصيلة والحام (وَحَرْثٌ حِجْرٌ) أى حرام (لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ) يعنون الرجال دون النساء (وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها) وهى الحام (وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا) إذا حملت ولا إذا ركبت ، وهى البحيرة (افْتِراءً عَلَيْهِ) كذبا على الله أنه أمرهم بذلك (سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣٨)) يكذبون على الله (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ) يعنى البحيرة والوصيلة (خالِصَةٌ) حلال (لِذُكُورِنا) يعنون الرجال (وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا) يعنون النساء (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً) أو ماتت بعد ذلك (فَهُمْ فِيهِ) فى أكله (شُرَكاءُ) شرع الرجال والنساء (سَيَجْزِيهِمْ) وهذا وعيد لهم (وَصْفَهُمْ) ويقال : ما وصفهم عمرو بن لحى رآه