النبى ، عليهالسلام ، فى جهنم يجر قصبه من دبره ، وكان يعلمهم تحريم الأنعام (إِنَّهُ حَكِيمٌ) أحل لهم الحلال (عَلِيمٌ (١٣٩)) بوصفهم الحرام (قَدْ خَسِرَ) قد غبن (الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ) دفنوا بناتهم أحياء (سَفَهاً) جهلا (بِغَيْرِ عِلْمٍ) بلا علم نزلت فى ربيعة ومضر رؤساء أحياء العرب الذين كانوا يدفنون بناتهم فى الجاهلية إلا ما كان من بنى كنانة فإنهم لم يفعلوا ذلك (وَحَرَّمُوا) على النساء (ما رَزَقَهُمُ اللهُ) ما أحل الله لهم من الحرث والأنعام (افْتِراءً عَلَى اللهِ) اختلاقا على الله الكذب (قَدْ ضَلُّوا) أخطئوا فيما قالوا (وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (١٤٠)) للهدى والصواب بما وصفوا (١).
(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ) خلق (جَنَّاتٍ) بساتين (مَعْرُوشاتٍ) مبسوطات ما لا يقوم على ساق مثل الكروم وغيرها (وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ) غير مبسوطات على ما يقوم على ساق مثل الجوز واللوز وغيرهما ، ويقال : معروشات مفروشات ، وغير معروشات أى غير مفروشات (٢)(وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ) فى الحلاوة والحموضة (وَالزَّيْتُونَ) وخلق شجر الزيتون (وَالرُّمَّانَ) شجر الرمان (مُتَشابِهاً) فى اللون والمنظر (وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) مختلف فى الطعم (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ) من ثمر النخل (إِذا أَثْمَرَ) انعقد (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) يوم كيله ، وإن قرأت بنصب الحاء يقول : يوم يحصد (وَلا تُسْرِفُوا) ولا تنفقوا فى معصية الله ، ولا تمنعوا طاعة الله ، ويقال : ولا تسرفوا لا تحرفوا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (١٤١)) المنفقين فى معصية الله والمشركين ، ويقال : نزلت هذه الآية فى ثابت بن قيس ، حرم بيديه خمس مائة نخلة فقسمها ولم يترك لأهله شيئا (وَمِنَ الْأَنْعامِ) وخلق من الأنعام (حَمُولَةً) ما يحمل عليها مثل الإبل والبقر (وَفَرْشاً) ما لا يحمل عليها مثل الغنم وصغار الإبل (كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) من الحرث والأنعام (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) تزيين الشيطان بتحريم الحرث والأنعام (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٤٢)) ظاهر العداوة يأمركم بتحريم الحرث والأنعام.
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٨ / ٣٤) ، وابن قتيبة (١٦١) ، وزاد المسير (٣ / ١٣١ ، ١٣٢) ، والقرطبى (٧ / ٩٤).
(٢) انظر : تفسير الطبرى (٨ / ٣٧) ، وزاد المسير (٣ / ١٣٣) ، والبحر المحيط (٤ / ٢٣٣) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٩٦).