خبرونى (بِعِلْمٍ) ببيان ما تقولون (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٤٣)) أن الله حرم ما تقولون (وَمِنَ الْإِبِلِ) وخلق من الإبل (اثْنَيْنِ) ذكرا وأنثى (وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ) ذكرا وأنثى (قُلْ) يا محمد لمالك (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) أجاء تحريم البحيرة والوصيلة من قبل ماء الذكرين ، أو من قبل ماء الأنثيين (أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ) أو من قبل الاجتماع على الولد (أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ) ولها وجه آخر يقول : أجاء تحريم هذا من قبل أنه ولد ذكرا ، أو من قبل أنها ولدت أنثى (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ) حضورا (إِذْ وَصَّاكُمُ اللهُ) أمركم الله (بِهذا) بما تقولون (فَمَنْ أَظْلَمُ) أعتى وأجرأ على الله (مِمَّنِ افْتَرى) اختلق (عَلَى اللهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ) عن دين الله وطاعته (بِغَيْرِ عِلْمٍ) بلا علم آتاه الله (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) لا يرشد إلى دينه وحجته (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٤٤)) المشركين ، يعنى مالك بن عوف ، فسكت مالك وعلم ما يراد منه ، فقال : تكلم أنت فأسمع منك يا محمد ، فلم حرم آباؤنا ، فقال الله : (قُلْ) يا محمد (لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَ) يعنى القرآن (مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) على آكل يأكله (إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) جاريا (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ) ، (أَوْ فِسْقاً) ذبيحة (أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) ذبح لغير اسم الله عمدا (فَإِنَّهُ رِجْسٌ) حرام مقدم ومؤخر ، (فَمَنِ اضْطُرَّ) أجهد إلى أكل الميتة (غَيْرَ باغٍ) على المسلمين ولا مستحل لأكل الميتة بغير الضرورة (وَلا عادٍ) قاطع الطريق ولا متعمد لأكل الميتة بغير ضرورة (فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ) بأكله شبعا (رَحِيمٌ (١٤٥)) فيما رخص عليه ، ولا ينبغى أن يأكل شبعا ، وإن أكل يعف الله عنه.
(وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا) يعنى اليهود (حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ) كل ذى مخلب من الطير وكل ذى ناب من السباع ، وما يكون له ظفر مثل الإبل والبط والأوز وابن الماء والأرنب ، كان حراما عليهم (وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما) يعنى الثروب وشحوم الكليتين (إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا) المباعر (أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ) مثل الألية فهذا ما كان حلالا عليهم (ذلِكَ) الذى حرمنا عليهم (جَزَيْناهُمْ) عاقبناهم (بِبَغْيِهِمْ) بذنبهم حرمنا عليهم (وَإِنَّا لَصادِقُونَ (١٤٦)) فيما قلنا (فَإِنْ كَذَّبُوكَ) يا محمد بما وصفت لك من التحريم (فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ) على البر والفاجر بتأخير العذاب (وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ) عذابه (عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١٤٧)) المشركين (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ) من الحرث والأنعام ولكن أمر وحرم علينا (كَذلِكَ)