كما كذبك قومك (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) رسلهم (حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا) عذابنا (قُلْ) يا محمد (هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ) من بيان على ما تقولون من التحريم (فَتُخْرِجُوهُ) فتظهروه (لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) ما تقولون فى تحريم الحرث والأنعام إلا بالظن (وَإِنْ أَنْتُمْ) ما أنتم (إِلَّا تَخْرُصُونَ (١٤٨)) تكذبون (قُلْ) يا محمد إن لم تكن لكم حجة على ما تقولون (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) الوثيقة (فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ) لدينه (أَجْمَعِينَ (١٤٩) قُلْ) يا محمد لهم (هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذا) يعنى ما تقولون من الحرث والأنعام (فَإِنْ شَهِدُوا) بالزور على تحريمها (فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) بالقرآن (وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) بالبعث بعد الموت (وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١٥٠)) يشركون به الأصنام.
(قُلْ) يا محمد لمالك بن عوف وأصحابه (تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) فى الكتاب الذى أنزل علىّ (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) من الأوثان (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) برا بهما (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ) بناتكم (مِنْ إِمْلاقٍ) مخافة الذل والفقر (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) يعنى أولادكم (وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها) يعنى زنا الظاهر (وَما بَطَنَ) يعنى زنا السر ، وهى المخالة (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ) قتلها (إِلَّا بِالْحَقِ) بالعدل ، يعنى بالقود والرجم والارتداد (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ) بما أمركم به فى الكتاب (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٥١)) أمره وتوحيده (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) بالحفظ والأرباح (حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) الحلم والرشد والصلاح (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ) أتموا الكيل والوزن (بِالْقِسْطِ) بالعدل (لا نُكَلِّفُ نَفْساً) عند الكيل والوزن (إِلَّا وُسْعَها) إلا جهدها بالعدل (وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) فاصدقوا (وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) لو كان على ذى قرابة منكم فى الرحم فقولوا عليه الحق والصدق (وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا) يعنى أتموا العهد بالله (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ) أمركم به فى الكتاب (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١٥٢)) لكى تتعظوا (وَأَنَّ هذا) يعنى الإسلام (صِراطِي مُسْتَقِيماً) قائما أرضاه (فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) يعنى اليهودية والنصرانية والمجوسية (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) عن دينه (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ) أمركم به فى الكتاب (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣)) لكى تتقوا السبل.