(قُلْ) يا محمد لأهل مكة واليهود والنصارى (إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي) أكرمنى ربى بدينه ، وأمرنى أن أدعوا الخلق إلى صراط مستقيم ، ويقال : بين لى ربى كيف أدعوا الخلق (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً) صدقا (مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) دين إبراهيم (حَنِيفاً) أى مسلما (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٦١)) مع المشركين على دينهم (قُلْ) يا محمد (إِنَّ صَلاتِي) صلواتى الخمس (وَنُسُكِي) دينى وحجتى وذبيحتى وعبادتى (وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ) فى الدنيا ويقال : محياى بعد الموت ومماتى فى الدنيا فى طاعة الله ورضاه (رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٢)) سيد الجن والإنس (لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣)) المخلصين بالعبادة والتوحيد.
(قُلْ) يا محمد (أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا) أعبد ربا (وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) بائن منه (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ) من الذنوب (إِلَّا عَلَيْها) عقوبة ذلك (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) لا تحمل حاملة حمل أخرى من الذنوب ، ويقال : لا تؤخذ نفس بذنب نفس أخرى ، ويقال : لا تعذب نفس بغير ذنب ، ويقال : ولا تحمل حاملة حمل أخرى بطيبة النفس ، ولكن بالكره (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ) بعد الموت (فَيُنَبِّئُكُمْ) يخبركم (بِما كُنْتُمْ فِيهِ) فى الدين (تَخْتَلِفُونَ (١٦٤)) تخالفون (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ) خلف الأمم الماضية (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) فضائل بالمال والخدم (لِيَبْلُوَكُمْ) ليختبركم (فِي ما آتاكُمْ) أعطاكم من المال والخدم (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ) شديد العقاب لمن كفر به ولا يشكره (وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ) متجاوز (رَحِيمٌ (١٦٥)) لمن آمن به.
* * *