ستنزل (أَبَوَيْكُمْ) آدم وحواء (مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما) يخلع عنهما (لِباسَهُما) لباس النور (لِيُرِيَهُما) ليظهر لهما (سَوْآتِهِما) عوراتهما (إِنَّهُ) يعنى إبليس (يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ) جنوده (مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) لأن صدوركم مسكنهم (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ) أعوانا (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (٢٧)) بمحمد ، عليه والسّلام ، والقرآن (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً) حرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام (قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها) على تحريمها (آباءَنا) وأجدادنا (وَاللهُ أَمَرَنا بِها) بتحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحام (قُلْ) يا محمد (إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) بالمعاصى وبتحريم الحرث والأنعام (أَتَقُولُونَ) بل تقولون (عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٢٨)) ذلك.
(قُلْ) يا محمد (أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) بالتوحيد بلا إله إلا الله (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ) واستقبلوا بوجوهكم (عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) عند كل صلاة (وَادْعُوهُ) واعبدوه (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) مخلصين له بالعبادة والتوحيد (كَما بَدَأَكُمْ) يوم الميثاق سعيدا وشقيا عارفا ومنكرا مصدقا ومكذبا (تَعُودُونَ (٢٩)) إلى ذلك (فَرِيقاً هَدى) أكرمهم الله بالمعرفة والسعادة وهم أهل اليمن (وَفَرِيقاً حَقَ) وجب (عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) أهانهم الله بالنكرة والشقاوة وهم أهل الشمال (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا) يقول : قد علم الله أنهم يتخذون (الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ) أربابا (مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ) يظنون أهل الضلالة (أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٠)) بدين الله.
(يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (٣١) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣٢) قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٣٣) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٣٤) يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٥) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٦) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (٣٧) قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها