جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ (٣٨) وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٣٩) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (٤٠))
(يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ) البسوا ثيابكم (عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) عند وقت كل صلاة وطواف (وَكُلُوا) من اللحم والدسم (وَاشْرَبُوا) من اللبن (وَلا تُسْرِفُوا) لا تحرموا الطيبات من الرزق واللحم والدسم (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (٣١)) المعتدين من الحلال إلى الحرام (قُلْ) يا محمد لأهل مكة (مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ) لبس الثياب فى أيام الموسم والحرم والطواف (الَّتِي أَخْرَجَ) يعنى الزينة خلق (لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) من اللحم والدسم وقد كانوا يحرمون فى الجاهلية على أنفسهم فى أيام الموسم اللحم والدسم ، ويدخلون الحرم الرجال بالنهار والنساء بالليل عراة فيطوفون عراة فنهاهم الله عن ذلك (قُلْ) يا محمد (هِيَ) يعنى الطيبات (لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) بمحمد ، عليه والسّلام ، والقرآن (خالِصَةً) خاصة (١)(يَوْمَ الْقِيامَةِ) واشترك فيها فى الحياة الدنيا البر والفاجر مقدم ومؤخر (كَذلِكَ) هكذا (نُفَصِّلُ الْآياتِ) نبين القرآن بالحلال والحرام (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣٢)) ويصدقون أنه من الله (قُلْ) يا محمد لهم (إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ) الزنا (ما ظَهَرَ مِنْها) يعنى زنا الظاهر (وَما بَطَنَ) منها يعنى زنا السر وهى المخالة (وَالْإِثْمَ) الخمر. : (وَالْبَغْيَ) الاستطالة (بِغَيْرِ الْحَقِ) بلا حق (وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) كتابا ولا حجة (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٣٣)) ذلك من تحريم الحرث والأنعام والطيبات واللباس (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ) لكل أهل دين (أَجَلٌ) وقت لهلاكها (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) وقت هلاكهم (لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً) لا يتركون بعد الأجل طرفة عين (وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٣٤)) لا يهلكون قبل الأجل طرفة عين (يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ) حين يأتينكم (رُسُلٌ مِنْكُمْ) آدميون مثلكم (يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ) يقرءون عليكم (آياتِي) بالأمر والنهى (فَمَنِ اتَّقى) آمن بالكتاب والرسل (وَأَصْلَحَ) فيما بينه وبين ربه (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من العذاب (وَلا هُمْ
__________________
(١) نقله عن ابن عباس الطبرى (٨ / ٨٥) ، وزاد المسير (٣ / ١٦٤) ، وابن كثير (٢ / ٢٠٠) ، والرازى فى الكبير (١٢ / ٦٤٩).