يَحْزَنُونَ (٣٥)) من ذهاب الجنة (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) بكتابنا وبرسولنا (وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها) عن الإيمان بها (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) أهل النار (هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٦)) دائمون لا يموتون ولا يخرجون.
(فَمَنْ أَظْلَمُ) أعتى وأجرأ على الله (مِمَّنِ افْتَرى) اختلق (عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) بمحمد ، عليه والسّلام ، والقرآن (أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ) ما وعدهم فى الكتاب من سواد الوجوه وزرقة الأعين ، أنظرهم يا محمد (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا) يعنى ملك الموت وأعوانه (يَتَوَفَّوْنَهُمْ) يقبضون أرواحهم (قالُوا) عند قبض أرواحهم (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ) تعبدون (مِنْ دُونِ اللهِ) فيمنعوكم عنا (قالُوا ضَلُّوا عَنَّا) اشتغلوا عنا بأنفسهم (وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (٣٧)) بالله والرسل فى الدنيا.
(قالَ) الله لهم (ادْخُلُوا) النار (فِي أُمَمٍ) مع أمم (قَدْ خَلَتْ) قد مضت (مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) من كفار الجن والإنس (فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ) أهل دين (لَعَنَتْ أُخْتَها) دعت على التى دخلت قبلها (حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها) اجتمعوا فى النار (جَمِيعاً) الأول فالأول (قالَتْ أُخْراهُمْ) أخرى الأمم (لِأُولاهُمْ) لأولى الأمم (رَبَّنا هؤُلاءِ) يعنى الرؤساء (أَضَلُّونا) عن دينك وطاعتك (فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ) عذبهم مثل عذابنا مرتين (قالَ) الله لهم (لِكُلٍ) لكل واحد منهم (ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ (٣٨)) ذلك من شدة عذابكم (وَقالَتْ أُولاهُمْ) أولى الأمم (لِأُخْراهُمْ) لأخرى الأمم (فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) أن يكون عذابنا ضعفا كفرتم كما كفرنا وعبدتم من دون الله كما عبدنا فيقول الله لهم : (فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٣٩)) تقولون وتعملون من الشرك فى الدنيا (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) بمحمد ، عليه والسّلام ، والقرآن (وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها) عن الإيمان بها (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ) لرفع أعمالهم ولا لرفع أرواحهم (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ) كما لا يدخل الجمل فى سم الخياط ، فى ثقب الإبرة (وَكَذلِكَ) هكذا (نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (٤٠)) المشركين.
(لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٤١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٤٢) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا