التوحيد والوفاء بالكيل والوزن (خَيْرٌ لَكُمْ) مما أنتم عليه (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨٥)) مقرين بما أقول لكم (وَلا تَقْعُدُوا) ولا تجلسوا (بِكُلِّ صِراطٍ) على كل طريق فيه ممر الناس (تُوعِدُونَ) تضربون وتخوفون فتأخذون ثياب من مر بكم من الغرباء (وَتَصُدُّونَ) تصرفون (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن دين الله وطاعته (مَنْ آمَنَ بِهِ) بشعيب (وَتَبْغُونَها عِوَجاً) تطلبونها غيرا (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً) بالعدد (فَكَثَّرَكُمْ) بالعدد (وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (٨٦)) كيف صار آخر أمر المشركين قبلكم بالهلاك.
(وَإِنْ كانَ) وقد كان (طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنا) وبينهم بالعدل (وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (٨٧)) القاضين (قالَ الْمَلَأُ) الرؤساء (الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) عن الإيمان (مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ) بك (مِنْ قَرْيَتِنا) من مدينتا (أَوْ لَتَعُودُنَ) تدخلن (فِي مِلَّتِنا) فى ديننا (قالَ) شعيب (أَوَلَوْ كُنَّا كارِهِينَ (٨٨)) أتجبروننا على ذلك وإن كنا كارهين (قَدِ افْتَرَيْنا) اختلقنا (عَلَى اللهِ كَذِباً) باطلا (إِنْ عُدْنا) إن دخلنا (فِي مِلَّتِكُمْ) فى دينكم (بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْها) من دينكم (وَما يَكُونُ لَنا) ما يجوز لنا (أَنْ نَعُودَ فِيها) أن ندخل فى دينكم الشرك بالله (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا) نزع المعرفة من قلبنا (وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) علم منا بكل شىء (عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا) يا ربنا (افْتَحْ) اقض (بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ) بالعدل (وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ (٨٩)) القاضين (وَقالَ الْمَلَأُ) الرؤساء (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) السفلة (لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً) فى دينه (إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (٩٠)) لجاهلون مغبونون.
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٩١) الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ (٩٢) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ (٩٣) وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (٩٤) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩٥) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (٩٩)