(وَاكْتُبْ لَنا) أوجب لنا (فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً) العلم والعبادة والعصمة من الذنوب (وَفِي الْآخِرَةِ) حسنة الجنة ونعيمها (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) تبنا إليك ، ويقال : أقبلنا إليك (قالَ) الله (عَذابِي أُصِيبُ بِهِ) أخص به (مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) من البرّ والفاجر ، فتطاول لها إبليس ، فقال : أنا من الأشياء فأخرجه الله منها ، فقال : (فَسَأَكْتُبُها) سأوجبها (لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) الكفر والشرك والفواحش (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) يعطون زكاة أموالهم (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا) بكتابنا ورسولنا (يُؤْمِنُونَ (١٥٦)) فتطاول لها أهل الكتاب ، فقالوا : نحن أهل التقوى والكتاب فأخرجهم الله منها ، وبين لمن الرحمة ، فقال : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَ) يعنى محمد (صلىاللهعليهوسلم) (الَّذِي يَجِدُونَهُ) بنعته وصفته (مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) بالتوحيد والإحسان (وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ) عن الكفر أو الإساءة (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ) يبين لهم تحليل ما فى الكتاب من لحوم الإبل وألبانها وشحوم البقر والغنم وغيرها (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) يبين لهم تحريم ما فى الكتاب من الميتة والدم ولحم الخنزير وغير ذلك (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) عهودهم التى كانت يحرم عليهم بنقضها الطيبات (وَالْأَغْلالَ) الشدائد (الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) من قطع الثياب وغيرها (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه (وَعَزَّرُوهُ) أعانوه (وَنَصَرُوهُ) بالسيف (وَاتَّبَعُوا النُّورَ) القرآن (الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) أنزل جبريل به عليه أحلوا حلاله وحرموا حرامه (أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧)) الناجون من السخط والعذاب (قُلْ) يا محمد (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) كافة (الَّذِي لَهُ مُلْكُ) خزائن (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ) لا خالق ولا رازق (إِلَّا هُوَ يُحيِي) للبعث (وَيُمِيتُ) فى الدنيا (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ) الذى هو يؤمن بالله (وَكَلِمَتُهُ) بكتابة القرآن وإن قرأت وكلمته يقول : بعيسى أنه صار بكلمة من الله مخلوقا يعنى كن فكان (وَاتَّبِعُوهُ) اتبعوا دين محمد (صلىاللهعليهوسلم) (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨)) لكى تهتدوا من الضلالة بالإيمان.
(وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ) جماعة (يَهْدُونَ) يأمرون (بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٥٩)) وبالحق يعملون وهم الذين وراء نهر الرمل (وَقَطَّعْناهُمُ) فرقناهم (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً) سبطا سبطا تسعة أسباط ونصف سبط من قبل المشرق