عند مطلع الشمس خلف العين على نهر رمل يسمى أردن وسبطين ونصفا فى جميع العالم (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى) أمرنا موسى (إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ) فى التيه (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ) الذى معك (فَانْبَجَسَتْ) فانفرجت (١)(مِنْهُ) من الحجر (اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) نهرا (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ) سبط (مَشْرَبَهُمْ) من النهر (وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ) فى التيه كان يظلهم بالنهار من الشمس ، ويضىء لهم بالليل مثل السراج (وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى) فى التيه (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) أعطيناكم من المن والسلوى (وَما ظَلَمُونا) ما نقصونا وما ضرونا بما رفعوا (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١٦٠)) ينقصون ويضرون.
(وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (١٦١) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ (١٦٢) وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣) وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (١٦٦) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧) وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٦٨) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٦٩) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧٠))
(وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا) انزلوا (هذِهِ الْقَرْيَةَ) قرية أريحا (وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ) ومتى شئتم (وَقُولُوا حِطَّةٌ) لا إله إلا الله ، ويقال : حط عنا الخطايا
__________________
(١) انظر : غريب ابن قتيبة (١٧٣) ، وزاد المسير (٣ / ٢٧٥).