(فَإِنْ تابُوا) من الشرك ، وآمنوا بالله (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) أقروا بالصلوات (وَآتَوُا الزَّكاةَ) أقروا بالزكاة (فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ) فى الإسلام (وَنُفَصِّلُ الْآياتِ) نبين القرآن بالأمر والنهى (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (١١)) ويصدقون (وَإِنْ نَكَثُوا) أهل مكة (أَيْمانَهُمْ) عهودهم التى بينكم وبينهم (مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ) عابوكم فى دين الإسلام (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) قادة الكفر أبا سفيان وأصحابه (إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ) لا عهد لهم (لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (١٢)) لكى ينتهوا عن نقض العهد (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً) ما لكم لا تقاتلون قوما يعنى أهل مكة (نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) نقضوا عهودهم التى بينكم وبينهم (وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ) أرادوا قتل الرسول حيث دخلوا دار الندوة (وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) بنقض العهد منهم حيث أعانوا بنى بكر حلفاءهم على بنى خزاعة حلفاء النبى (صلىاللهعليهوسلم) (أَتَخْشَوْنَهُمْ) يا معشر المؤمنين أتخشون قتالهم (فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ) فى ترك أمره (إِنْ كُنْتُمْ) إذ كنتم (مُؤْمِنِينَ (١٣) قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ) بسيوفكم بالقتل (وَيُخْزِهِمْ) يذلهم بالهزيمة (وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ) بالغلبة (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤)) يفرح قلوب بنى خزاعة عليهم بما أحل لهم القتل يوم فتح مكة ساعة فى الحرم (وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ) حنق قلوبهم (وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) على من تاب منهم (وَاللهُ عَلِيمٌ) بمن تاب وبمن لم يتب منهم (حَكِيمٌ (١٥)) فيما حكم عليهم ، ويقال : حكم بقتلهم وهزيمتهم (أَمْ حَسِبْتُمْ) أظننتم يا معشر المؤمنين (أَنْ تُتْرَكُوا) أن تهملوا وأن لا تؤمروا بالجهاد (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ) ولم ير الله (الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ) فى سبيل الله (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ) المخلصين (وَلِيجَةً) بطانة من الكفار (١)(وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٦)) من الخير والشر فى الجهاد وغيره.
(ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ) ما ينبغى للمشركين (أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) بتلبيتهم (بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) بطلت حسناتهم فى الكفر
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ٦٥) ، ومختصره (١ / ٢٤٣) ، والمجاز لأبى عبيدة (١ / ٢٥٤) ، واللسان ولج ، ومفردات الراغب (٨٣٥) ، وغريب ابن قتيبة (١٨٣) ، والغريبين للهروى ـ ط العصرية ، بتحقيقنا.