(وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ (١٧)) لا يموتون ولا يخرجون منها (إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ) المسجد الحرام (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) بالبعث بعد الموت (وَأَقامَ الصَّلاةَ) أتم الصلوات الخمس (وَآتَى الزَّكاةَ) أدى الزكاة المفروضة (وَلَمْ يَخْشَ) ولم يعبد (إِلَّا اللهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (١٨)) بدين الله وحجته وعسى من الله واجب ، ثم نزلت فى رجل من المشركين أسر يوم بدر فافتخر على رجل من أهل بدر ، لقوله : نحن نسقى الحاج ونعمر المسجد الحرام ونفعل كذا (١) فقال الله (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) أقلتم إن سقى الحاج (وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ) كإيمان من آمن بالله ، يعنى البدرى (وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) بالبعث بعد الموت (وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله يوم بدر (لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) فى الطاعة والثواب (وَاللهُ لا يَهْدِي) لا يرشد ولا يوفق إلى دينه (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٩)) المشركين من لم يكن أهلا لذلك (الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (وَهاجَرُوا) من مكة إلى المدينة (وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله (بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) بنفقة أموالهم وبخروج أنفسهم (أَعْظَمُ دَرَجَةً) فضيلة (عِنْدَ اللهِ) من غيرهم (وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٢٠)) فازوا بالجنة ونجوا من النار.
(يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٣) قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٢٤) لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (٢٥) ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (٢٦) ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ
__________________
(١) انظر : : الفتح الربانى (١٨ / ١٥٩) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٦٧) ، وزاد المسير (٣ / ٤٠٦) ، والدر المنثور (٣ / ٢١٨).