سُبْحانَهُ) نزه نفسه (عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣١) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا) يبطلوا (نُورَ اللهِ) دين الله (بِأَفْواهِهِمْ) بتكذيبهم ، ويقال بألسنتهم (وَيَأْبَى اللهُ) لا يترك الله (إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) إلا أن يظهر دينه الإسلام (وَلَوْ كَرِهَ) وإن كره (الْكافِرُونَ (٣٢)) أن يكون ذلك (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ) محمدا (صلىاللهعليهوسلم) (بِالْهُدى) بالقرآن والإيمان (وَدِينِ الْحَقِ) دين الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ليظهر دين الإسلام على الأديان كلها من قبل أن تقوم الساعة (وَلَوْ كَرِهَ) وإن كره (الْمُشْرِكُونَ (٣٣)) أن يكون ذلك.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ) علماء اليهود (وَالرُّهْبانِ) أصحاب الصوامع (لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ) بالرشوة والحرام (وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن دين الله وطاعته (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ) يجمعون (الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها) يعنى الكنوز (فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله ، ويقال : ولا يؤدون زكاتها (فَبَشِّرْهُمْ) يا محمد (بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٤)) وجيع (يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها) على الكنوز ، ويقال على النار (فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها) فتضرب بالكنوز (جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا) يقال لهم : عقوبة هذا (ما كَنَزْتُمْ) أى جمعتم من الأموال (لِأَنْفُسِكُمْ) فى الدنيا (فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ) بما كنتم (تَكْنِزُونَ (٣٥)) تجمعون (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ) يقول : السنة بالشهور عند الله ، يعنى شهور السنة التى تؤدى فيها الزكاة (اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ) فى اللوح المحفوظ (يَوْمَ) من يوم (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها) من الشهور (أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) الحساب القائم لا يزيد ولا ينقص (فَلا تَظْلِمُوا) فلا تضروا (فِيهِنَ) فى الشهور (أَنْفُسَكُمْ) بالمعصية ، ويقال : فى الأشهر الحرم (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) جميعا فى الحل والحرم (كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) جميعا (وَاعْلَمُوا) يا معشر المؤمنين (أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (٣٦)) الكفر والشرك والفواحش ، ونقض العهد ، والقتال فى أشهر الحرم (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) يقول : تأخير المحرم إلى صفر معصية زيادة مع الكفر (يُضَلُّ بِهِ) يغلط بتأخير المحرم إلى صفر (الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ) يعنى المحرم (عاماً) فيقاتلون فيه (وَيُحَرِّمُونَهُ) يعنى المحرم (عاماً) فلا يقاتلون فيه