فإذا أحلوا المحرم حرموا صفر بدله (لِيُواطِؤُا) ليوافقوا (عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ) أربعا بالعدد (فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ) يعنى المحرم (زُيِّنَ لَهُمْ) حسن لهم (سُوءُ أَعْمالِهِمْ) قبح أعمالهم (وَاللهُ لا يَهْدِي) لا يرشد إلى دينه (الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (٣٧)) من لم يكن أهلا لذلك ، وكان الذى يفعل هذا رجل يقال له : نعيم بن ثعلبة.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يا أصحاب محمد (صلىاللهعليهوسلم) (ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا) اخرجوا مع نبيكم (فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله فى غزوة تبوك (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) اشتهيتم الجلوس على الأرض (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا) ما فى الحياة الدنيا (مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (٣٨)) يسير لا يبقى (إِلَّا تَنْفِرُوا) إن لم تخرجوا مع نبيكم إلى غزوة تبوك (يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) وجيعا فى الدنيا والآخرة (وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ) خيرا منكم وأطوع (وَلا تَضُرُّوهُ) أى لا يضر الله جلوسكم (شَيْئاً وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من العذاب والبدل (قَدِيرٌ (٣٩) إِلَّا تَنْصُرُوهُ) إن لم تنصروا محمدا (صلىاللهعليهوسلم) بالخروج معه إلى غزوة تبوك (فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة (ثانِيَ اثْنَيْنِ) يعنى رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) أبا بكر (إِذْ هُما) رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) وأبو بكر ، رضى الله عنه (فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ) رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) (لِصاحِبِهِ) أبى بكر (لا تَحْزَنْ) يا أبا بكر (إِنَّ اللهَ مَعَنا) معيننا (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ) طمأنينته (عَلَيْهِ) على نبيه (وَأَيَّدَهُ) أعانه يوم بدر ، ويوم الأحزاب ، ويوم حنين (بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) يعنى الملائكة (وَجَعَلَ كَلِمَةَ) دين (الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى) المغلوبة المذمومة (وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) الغالبة الممدوحة (وَاللهُ عَزِيزٌ) بالنقمة من أعدائه (حَكِيمٌ (٤٠)) بالنصرة لأوليائه.
(انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤١) لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٤٢) عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ (٤٣) لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا