بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (٤٤) إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (٤٥) وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ (٤٦) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلاَّ خَبالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٤٧) لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كارِهُونَ (٤٨) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (٤٩) إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (٥٠))
(انْفِرُوا) اخرجوا مع نبيكم إلى غزوة تبوك (خِفافاً وَثِقالاً) شبابا وشيوخا ، ويقال : نشاطا وغير نشاط ، ويقال : خفافا من المال والعيال ، وثقالا بالمال والعيال (وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله (ذلِكُمْ) الجهاد (خَيْرٌ لَكُمْ) من الجلوس (إِنْ كُنْتُمْ) إذ كنتم (تَعْلَمُونَ (٤١)) وتصدقون ذلك (لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً) غنيمة قريبة (وَسَفَراً قاصِداً) هينا (لَاتَّبَعُوكَ) إلى غزوة تبوك بطيبة الأنفس (وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) السفر إلى الشام (١)(وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ) لكم إذا رجعتم من غزوة تبوك ؛ عبد الله بن أبى وجد بن قيس ومعتب بن قشير وأصحابهم الذين تخلفوا عن غزوة تبوك (لَوِ اسْتَطَعْنا) بالزاد والراحلة (لَخَرَجْنا مَعَكُمْ) إلى غزوة تبوك (يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ) بالحلف الكاذبة (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٤٢)) لأنهم كانوا يستطيعون الخروج مع النبى (صلىاللهعليهوسلم) (عَفَا اللهُ عَنْكَ) يا محمد (لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) للمنافقين بالجلوس (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا) فى إيمانهم بالخروج معك (وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ (٤٣)) فى إيمانهم بالتخلف عن الخروج بلا إذن (لا يَسْتَأْذِنُكَ) بعد غزوة تبوك (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) فى السر والعلانية (أَنْ يُجاهِدُوا) أن لا يجاهدوا (بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (٤٤)) الكفر والشرك (إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ) بالجلوس عن الخروج (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ
__________________
(١) انظر : غريب ابن قتيبة (١٨٧) ، والمفردات للراغب (٣٨٧) ، والغريبين للهورى ، وتفسير مقاتل ابن سليمان ، وابن أبى زمنين.