آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٧٦) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (٧٧) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (٧٨) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩) وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٨٠) بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٨١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٨٢))
ثم ذكر المقتول : (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً) عميلا (فَادَّارَأْتُمْ فِيها) فاختلفتم فى قتلها (وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٧٢)) مظهر ما كنتم تسترون من قتلها (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ) على المقتول (بِبَعْضِها) أى بعضو من أعضائها ، ويقال : بذنبها ، ويقال : بلسانها ، (كَذلِكَ) كما أحيا الله عميلا (يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى) للبعث (وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) إحياءه (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٧٣)) لكى تصدقوا بالبعث بعد الموت ، (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ) جفت ويبست قلوبكم (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) من إحياء عميل وإعلامكم قاتله (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ) فى الشدة (أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) أى بل أشد صلابة.
ثم عذر الحجارة وذكر منفعتها وطأت على القلوب ، فقال : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ) حجارة (لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ) يخرج منه الأنهار (وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ) يتصدع (فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ) يقول : يتدحرج من أعلى الجبل إلى أسفله (مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) وقلوبكم لا تتحرك من خوف الله (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ) بتارك عقوبة (عَمَّا تَعْمَلُونَ (٧٤)) من المعاصى ، ويقال : ما تكتمون.
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) أفترجو يا محمد أن يؤمن بك اليهود (وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ) وهم السبعون الذين كانوا مع موسى (يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ) قراءة موسى لكتاب الله (ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ) ما علموه وفهموه (وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥)) أنهم يغيرونه.