(وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ) أعطينا الكفار (رَحْمَةً) نعمة (مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ) شدة (مَسَّتْهُمْ) أصابتهم (إِذا لَهُمْ مَكْرٌ) تكذيب (فِي آياتِنا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً) أشد عقوبة أهلكم يوم بدر (١)(إِنَّ رُسُلَنا) الحفظة (يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ (٢١)) ما تقولون من الكذب وتعملون من المعاصى (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ) يحفظكم إذا سافرتم (فِي الْبَرِّ) على الدواب (وَالْبَحْرِ) وفى البحر فى السفن (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ) ركبتم فى السفن (وَجَرَيْنَ بِهِمْ) جرت السفن بأهلها (بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) لينة ساكنة (وَفَرِحُوا بِها) أعجب الملاحون بالريح الساكنة (جاءَتْها) أى السفن (رِيحٌ عاصِفٌ) قاصف شديد (وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ) ركبهم الموج (مِنْ كُلِّ مَكانٍ) ناحية (وَظَنُّوا) علموا وأيقنوا (أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ) أهلكوا (دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) مفردين له بالدعاء (لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ) الريح والشدة (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٢٢)) من المؤمنين المطيعين (فَلَمَّا أَنْجاهُمْ) من الريح والغرق (إِذا هُمْ يَبْغُونَ) يتطاولون (فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) بلا حق (يا أَيُّهَا النَّاسُ) يا أهل مكة (إِنَّما بَغْيُكُمْ) ظلمكم وتطاولكم فيما بينكم (عَلى أَنْفُسِكُمْ) جنايته (مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا) منافع الدنيا تفنى ولا تبقى (ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ) بعد الموت (فَنُنَبِّئُكُمْ) نخبركم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٣)) وتقولون من الخير والشر.
(إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا) فى بقائها وفنائها (كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ) يعنى المطر (فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ) بنبات الأرض (مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ) الحبوب والثمار (وَالْأَنْعامُ) العكرش والحشيش من النبات (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها) زينتها (وَازَّيَّنَتْ) بالأحمر والأصفر والأخضر (وَظَنَّ أَهْلُها) الحراثون (أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها) على غلاتها (أَتاها أَمْرُنا) عذابنا (لَيْلاً أَوْ نَهاراً) كأنما داست الغنم فى خفائها فأفسد زروع الزارعين (فَجَعَلْناها حَصِيداً) كحصيد الصيف (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) لم تكن بالأمس (كَذلِكَ) هكذا (نُفَصِّلُ الْآياتِ) نبين القرآن فى فناء الدنيا (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢٤)) فى أمر الدنيا والآخرة (وَاللهُ يَدْعُوا) الخلق بالتوحيد (إِلى دارِ السَّلامِ) والسّلام هو الله والجنة داره (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٥)) دين قائم يرضاه وهو الإسلام (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى) وحدوا الحسنى الجنة (وَزِيادَةٌ) يعنى النظر إلى وجه الله ، ويقال : الزيادة فى الثواب (وَلا
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١١ / ٧١) ، والبحر المحيط (٥ / ١٤٠) ، وزاد المسير (٤ / ٢٠).