يَرْهَقُ) لا يعلوا (وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ) سواد ولا كسوف (وَلا ذِلَّةٌ) ولا كآبة (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ) أهل الجنة (هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٦) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ) الشرك بالله (جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها) يقول : جزاء قصاص الشرك بالله النار (وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) تعلوهم كآبة وكسوف (ما لَهُمْ مِنَ اللهِ) من عذاب الله (مِنْ عاصِمٍ) من مانع (كَأَنَّما) من الحزن (أُغْشِيَتْ) ألبست (وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ) من السواد (مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) أهل النار (هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧)) دائمون (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ) الكفار وآلهتهم (جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا) بالله الأوثان (مَكانَكُمْ) قفوا (أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ) آلهتكم (فَزَيَّلْنا) فرقنا (بَيْنَهُمْ) وبين آلهتهم ، فقال الكافرون : أمرنا هؤلاء أن نعبدهم من دونك (وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ) آلهتهم ردا عليهم (ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (٢٨)) بأمرنا فقالوا بلى أمرتمونا بعبادتكم ، فقالت الآلهة (فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا) قد كنا (عَنْ عِبادَتِكُمْ) إيانا (لَغافِلِينَ (٢٩)) لجاهلين لم نعلم من ذلك شيئا (هُنالِكَ) عند ذلك (تَبْلُوا) تعلم ، وإن قرأت بالتاء تقول : تقرأ (كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ) ما عملت من خير أو شر (وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ) إلههم الحق (وَضَلَّ عَنْهُمْ) بطل عنهم واشتغل عنهم (ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٣٠)) يعبدون بالكذب.
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٣١) فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٣٢) كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣٤) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٥) وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (٣٦) وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨) بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٣٩) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (٤٠))