(نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) شدة أصابته (لَيَقُولَنَ) يعنى الكافر (ذَهَبَ السَّيِّئاتُ) الشدة (عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ) بطر (فَخُورٌ (١٠)) بنعمة الله غير شاكر.
(إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١) فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٤) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٦) أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١٧) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (١٩) أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ (٢٠))
(إِلَّا) محمد (صلىاللهعليهوسلم) وأصحابه (الَّذِينَ صَبَرُوا) على الإيمان (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الطاعات فيما بينهم وبين ربهم فإنهم لا يفعلون ذلك ولكن يصبرون بالشدة ويشكرون بالنعمة (أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم فى الدنيا (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١)) ثواب عظيم فى الجنة (فَلَعَلَّكَ) يا محمد (تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) أمر لك فى القرآن من تبليغ الرسالة وسب آلهتهم وعيبها (وَضائِقٌ بِهِ) بما أمرت (صَدْرُكَ) قلبك (أَنْ يَقُولُوا) بما يقول كفار مكة (١)(لَوْ لا أُنْزِلَ) هلا أنزل (عَلَيْهِ) على محمد (كَنْزٌ) مال من السماء فيعيش به (أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ) يشهد له (إِنَّما أَنْتَ) يا محمد (نَذِيرٌ) رسول مخوف (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من مقالتهم وعذابهم (وَكِيلٌ (١٢)) كفيل ، ويقال : شهيد (أَمْ يَقُولُونَ) بل يقول كفار مكة (افْتَراهُ) اختلق محمد القرآن من تلقاء نفسه فأتى به (قُلْ) لهم يا محمد (فَأْتُوا
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٤ / ٨٢) ، والبحر المحيط (٥ / ٢٠٧).