وَامْرَأَتُهُ) سارة (قائِمَةٌ) بالخدمة (فَضَحِكَتْ) تعجبت من خوف إبراهيم من أضيافه (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (٧١)) ولد الولد ، فضحكت فحاضت مقدم ومؤخر(١) (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ) بنت ثمان وتسعين سنة للعجوز الكبير ولد كيف(٢) هذا (وَهذا بَعْلِي) زوجى إبراهيم (شَيْخاً) ابن تسع وتسعين سنة (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢)) عجب (قالُوا) لها (أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) من قدرة الله (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ) سعاداته (عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) يا أهل بيت إبراهيم (إِنَّهُ حَمِيدٌ) بأعمالكم (مَجِيدٌ (٧٣)) كريم يكرمكم بولد صالح (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ) الخوف (وَجاءَتْهُ الْبُشْرى) البشارة بالولد (يُجادِلُنا) يخاصمنا (فِي قَوْمِ لُوطٍ (٧٤)) فى هلاك قوم لوط (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ) عن الجهل (أَوَّاهٌ) رحيم (مُنِيبٌ (٧٥)) مقبل إلى الله (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) عن جدالك هذا (إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) عذاب ربك بهلاك قوم لوط (وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ) يأتيهم (عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (٧٦)) غير مصروف عنهم (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا) جبريل ومن معه من الملائكة (لُوطاً) إلى لوط (سِيءَ بِهِمْ) ساءه مجيئهم (وَضاقَ بِهِمْ) اغتم بمجيئهم (ذَرْعاً) اغتماما شديدا خاف عليهم من صنيع قومه (وَقالَ) فى نفسه (هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (٧٧)) شديد علىّ.
(وَجاءَهُ قَوْمُهُ) قوم لوط (يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ) يسرعون إلى داره ويهرولون هرولة (وَمِنْ قَبْلُ) أى ومن قبل مجيء جبريل (كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) عملهم الخبيث (قالَ) لهم لوط (يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي) ويقال : بنات قومى (هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) أنا أزوجكم (فَاتَّقُوا اللهَ) فاخشوا الله فى الحرام (وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي) لا تفضحونى فى أضيافى (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (٧٨)) يدلهم على الصواب ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر (قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ) يا لوط (ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ) من حاجة (وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ (٧٩)) يعنون عملهم الخبيث (قالَ) لوط فى نفسه (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) بالبدن والولد (أَوْ آوِي) أقدر أن أرجع (إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (٨٠)) إلى
__________________
(١) انظر : السبعة (٣٨٨) ، وتفسير الطبرى (١٢ / ٤٥) ، والبحر المحيط (٥ / ٢٤٤) ، وزاد المسير (٤ / ١٣٢) ، والنكت للماوردى (٢ / ٢٢٣).
(٢) انظر : تفسير الطبرى (١٢ / ٦١) ، وزاد المسير (٤ / ١٢٨) ، ومعانى الفراء (٢ / ٢٥) ، ومختصر الطبرى (١ / ٢٩٥) ، وغرائب النيسابورى (١٢ / ٦٥).