عشيرة كثيرة لمنعت نفسى منكم ، فلما علم جبريل والملائكة خوف لوط من تهدد قومه.
(قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (٨١) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (٨٢) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (٨٣) وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (٨٤) وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٨٥) بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (٨٦) قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (٨٧) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨) وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (٨٩) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (٩٠))
(قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ) بالهلاك نحن نهلكهم (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ) فسر بأهلك ، ويقال : أدلج بهم (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) فى بعض من الليل ، آخر الليل عند السحر (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ) لا يتخلف منكم (أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ) واعلة المنافقة (إِنَّهُ مُصِيبُها) سيصيبها (ما أَصابَهُمْ) ما يصيبهم من العذاب (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ) بالهلاك (الصُّبْحُ) عند الصباح ، قال لوط : الآن يا جبريل ، قال جبريل : يا لوط (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (٨١)) لأنه رآه ولم ير لوط (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) عذابنا لهلاكهم (جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها) قلبناها وجعلنا أسفلها أعلاها وأعلاها أسفلها (وَأَمْطَرْنا عَلَيْها) على شذاذها ومسافريها (حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) من سبخ ووحل مثل الآجر ، ويقال : من سماء الدنيا (مَنْضُودٍ (٨٢)) متتابع بعضها على أثر بعض (مُسَوَّمَةً) مخططة بالسواد والحمرة والبياض ، ويقال : مكتوب عليها اسم من هلك بها (عِنْدَ رَبِّكَ) من عند ربك يا محمد تأتى تلك الحجارة (وَما هِيَ) يعنى الحجارة (مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (٨٣)) لم تخطئهم بل أصابتهم ، ويقال : ما هى من ظالمى أمتك ببعيد من يفتدى بهم أى بفعلهم.