(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣) قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (٩٦) قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧) مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ (٩٨) وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ (٩٩) أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠٠))
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) إقراركم (وَرَفَعْنا) قدمنا وحبسنا (فَوْقَكُمُ) فوق رءوسكم (الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ) أى اعملوا إنما أعطيناكم من الكتاب (بِقُوَّةٍ) بجد ومواظبة النفس ، (وَاسْمَعُوا) ما تؤمرون ، أى أطيعوا ، (قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا) يقولون : لو لا الجبل لسمعنا قولك وعصينا أمرك (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) أى أدخل فى قلوبهم حب عبادة العجل (بِكُفْرِهِمْ) عقوبة لكفرهم (قُلْ) يا محمد إن كان حب عبادة العجل يعدل حب خالقكم (بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ) يعنى عبادة العجل (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٢)) مصدقين فى مقالتكم بأن آباءنا كانوا مؤمنين.
(قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ) الجنة (عِنْدَ اللهِ خالِصَةً) خاصة (مِنْ دُونِ النَّاسِ) من دون المؤمنين بمحمد وأصحابه (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) فسلوا الموت (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤)) فى مقالتكم (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ) لن يسألوا الموت ، (أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) عملت أيديهم فى اليهودية (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥)) باليهود ، (وَلَتَجِدَنَّهُمْ) يا محمد ، يعنى اليهود (أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ) على بقاء فى الدنيا (وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) وأحرص من مشركى العرب ، (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ) يتمنى أحدهم (لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) أن يعاش ألف نيروز