وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٣٨) يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٣٩) ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٤٠))
(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَ) بقولهن (أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَ) ودعتهن إلى الضيافة (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) وسائد يتكئن عليها ، إن قرئت مشددة ، وأن قرأت مخففا ، يقول : أترنجة ، وجاءت باللحم والخبز فوضعته بين أيديهن (وَآتَتْ) أعطت (كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً) تقطع به اللحم لأنهم [كانوا] لا يأكلون اللحم إلا ما كانوا يقطعون بسكاكينهم (وَقالَتِ) زليخا ليوسف (اخْرُجْ عَلَيْهِنَ) يا يوسف (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) أعظمنه (وَقَطَّعْنَ) خدشن وخمشن (أَيْدِيَهُنَ) بالسكين من الدهشة والتحير مما رأين من حسن يوسف (وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ) معاذ الله (ما هذا بَشَراً) آدميا (إِنْ هذا) ما هذا (إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (٣١)) على ربه (قالَتْ) زليخا لهن (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي) عذلتننى وعيبتننى (فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ) دعوته إلى نفسى وطلبته لأستمكن من نفسه (فَاسْتَعْصَمَ) فامتنع عنى بالعفة (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَ) فى السجن (وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ (٣٢)) من الذليلين فيه ، وقلن هؤلاء النسوة ليوسف : أطع مولاتك (قالَ) يوسف (رَبِ) يا رب (السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) من الزنا (وَإِلَّا تَصْرِفْ) إن لم تصرف (عَنِّي كَيْدَهُنَ) مكرهن (أَصْبُ إِلَيْهِنَ) أمل إليهن (وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (٣٣)) بنعمتك ، ويقال من الزانين (فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ) دعوته (فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَ) مكرهن (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) الدعاء (الْعَلِيمُ (٣٤)) بالإجابة ، ويقال : السميع لمقالتهن العليم بمكرهن (ثُمَّ بَدا لَهُمْ) ظهر لهم يعنى العزيز (مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ) شق القميص وقضاء أخيها (لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (٣٥)) إلى سنين ، ويقال إلى حين يقطع مقالة الناس.
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ) بعد دخوله إلى خمس سنين (فَتَيانِ) عبدان للملك صاحب شرابه وصاحب مطبخه غضب عليهما وأدخلهما السجن (قالَ أَحَدُهُما) وهو الساقى (إِنِّي أَرانِي) رأيت نفسى (أَعْصِرُ خَمْراً) عنبا وأسقى الملك ، وكان رؤياه أنه رأى فى منامه كأنه يدخل كرما فرأى فى الكرم حبلة حسنة فيها ثلاث قضبان