سِنِينَ (٤٢)) عقوبة بترك ذكر الله ، وكان قبل هذا فى السجن خمس سنين (وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى) رأيت فى المنام (سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ) خرجن من نهر (يَأْكُلُهُنَ) يبتلعهن (سَبْعٌ عِجافٌ) بقرات هالكات من الهزال خرجن من بعد السمان ولم يستبن عليهن شىء (وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ) التوين على الخضر ، وغلبن خضرتهن ولم يستبن عليهن شىء (يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) يعنى العرافين والسحرة والكهنة (أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ) فى تعبير رؤياى (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (٤٣)) تعلمون.
(قالُوا) يعنى العارفين والكهنة والسحرة (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) هذه أباطيل أحلام كاذبة مختلفة (وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ) يقول : بتعبير رؤيا الأحلام (بِعالِمِينَ (٤٤) وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما) من السجن والقتل وهو الساقى (وَادَّكَرَ) تذكر يوسف (بَعْدَ أُمَّةٍ) سبع سنين ، ويقال : بعد النسيان إن قرأت بالهاء (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ) قال للملك : أنا أخبرك بتعبير الرؤيا (يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) يا أيها الملك (فَأَرْسِلُونِ (٤٥)) إلى السجن فإن فيه رجلا ووصف علمه وحلمه وإحسانه إلى أهل السجن وصدقه بتأويل الرؤيا ، فأرسله فجاءه ، فقال ليوسف يا (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) الصادق فى تعبير الرؤيا الأولى (أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ) خرجن من نهر (يَأْكُلُهُنَ) يبتلعهن (سَبْعٌ عِجافٌ) هزال هالكات (وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ) التوين على الخضر وغلبن خضرتهن (لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ) إلى الملك (لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (٤٦)) لكى يعلموا رؤيا الملك ، فقال يوسف : نعم ، أما السبع بقرات السمان فهن سبع سنين مخصبة ، وأما السبع سنبلات الخضر فهو الخصب والرخص فى السنين المخصبة ، وأما السبع بقرات الهزال الهالكات فهى سبع سنين مجدبة ، وأما السبع سنبلات اليابسات فهو القحط والغلاء فى السنين المجدبة ، ثم علّمهم يوسف كيف يصنعون.
(قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ) المخصبة (دَأَباً) دائما كل عام (فَما حَصَدْتُمْ) من الزرع (فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ) فى كوافره ولا تدسوه لأنه أبقى له (إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (٤٧)) يقول بقدر ما تأكلون (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) من بعد السنين المخصبة (سَبْعٌ شِدادٌ) سبع سنين قحطة (يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَ) ما رفعتم لهن للسنين المجدبة فى السنين المخصبة (إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (٤٨)) تحرزون (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) من بعد السنين المجدبة (عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ) أهل مصر بالطعام والمطر (وَفِيهِ