(إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ) فى الكتب كلها (أَلَّا تَعْبُدُوا) أن لا توحدوا (إِلَّا إِيَّاهُ) إلا الله (ذلِكَ) التوحيد (الدِّينُ الْقَيِّمُ) وهو الدين القائم الذى يرضاه وهو الإسلام (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) أهل مصر (لا يَعْلَمُونَ (٤٠)) ذلك ولا يصدقون ، ثم بين تعبير رؤيا الفتيين.
(يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ (٤١) وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (٤٢) وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (٤٣) قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ (٤٤) وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (٤٥) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (٤٦) قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (٤٧) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (٤٨) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (٤٩) وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (٥٠))
فقال : (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما) وهو الساقى فيرجع إلى مكانه وسلطانه الذى كان فيه (فَيَسْقِي رَبَّهُ) سيده الملك (خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ) وهو الخباز يخرج من السجن (فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ) ففزعا لتعبير رؤيا الخباز ، وقالا جميعا : ما رأينا شيئا ، قال لهما يوسف : (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ (٤١)) تسألان فكما قلتما ، وقلت لكما كذلك يكون رأيتما أو لم تريا (وَقالَ لِلَّذِي ظَنَ) علم (أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا) من السجن والقتل وهو الساقى (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) عند سيدك الملك أنى مظلوم عدا على إخوتى فباعونى وأنا حر وحبست فى السجن وأنا مظلوم (فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) فأشغله الشيطان حتى نسى ذكر يوسف عند سيده الملك ، ويقال : وسوس له الشيطان إن ذكرت السجن للملك يرجعك إلى السجن فلذلك لم يذكره ، ويقال : (فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ) أنسى الشيطان يوسف ذكر ربه حتى ترك ذكر ربه وذكر مخلوقا دونه (فَلَبِثَ) فمكث (فِي السِّجْنِ بِضْعَ