لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٠٧) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٠٨) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٩) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٠))
(وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ) من الكتاب (نَبَذَ) طرح (فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أعطوا الكتاب (كِتابَ اللهِ) يعنى الله التوراة (وَراءَ ظُهُورِهِمْ) لم يؤمنوا بما فيه من صفة محمد ونعته ولم بينوا (كَأَنَّهُمْ) جهلة (لا يَعْلَمُونَ (١٠١)) (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) فى ذهاب ملك سليمان أن يضمن يوما من السحر والنيرنجات (وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ) وما [كتب] سليمان السحر والنيرنجات (وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا) كتبوا (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ) يعنى الشياطين ، ويقال : اليهود (السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) لم ينزل على الملكين ليسحروا إليه ، ويقال : يعلمون ما أمرهم الملكان أيضا (بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ)(١) ما يصفان يعنى الملكين لأحد (حَتَّى يَقُولا) أولا (إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ) ابتلينا بهذه الدعوة ندعوا بها لكى نشدد العذاب على أنفسنا (فَلا تَكْفُرْ) فلا تتعلم ولا تعمل به (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما) بغير تعليمهما (ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) ما يأخذون به الرجل عن المرأة (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ) بالسحر والفرقة (مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) إلا بإرادة الله وعلمه (وَيَتَعَلَّمُونَ) يعنى الشياطين واليهود السحر بعضهم من بعض (ما يَضُرُّهُمْ) فى الآخرة (وَلا يَنْفَعُهُمْ) فى الدنيا ولا فى الآخرة (وَلَقَدْ عَلِمُوا) يعنى الملكين ، ويقال : اليهود فى كتابهم ، ويقال : الشياطين (لَمَنِ اشْتَراهُ) من اختار السحر والنيرنجات (ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ) فى الجنة (مِنْ
__________________
(١) فيهما قولان : أحدهما : أنها معطوفة على ما تَتْلُوا والثانى : على السِّحْرَ ، قال الزجاج : وكانا يعلمان الناس السحر ، ويأمرن باجتنابه ، وجائز أن يكون الله امتحن الناس بالملكين ، فمن قبل التعليم كفر. انظر زاد المسير لابن الجوزى (١ / ١٢٠) ، ومعانى الزجاج (١ / ١٦٠) ، ومختصر الطبرى (١ / ٥٠) ، وتفسير الطبرى (١ / ٢٣٣) ، والدر المنثور (١ / ٩٧).