خَلاقٍ) من نصيب (وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ) ما اختاروا بالسحر (أَنْفُسَهُمْ) يعنى اليهود (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢)) ولكن لا يعلمون ، ويقال : قد كانوا يعلمون فى كتابهم.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ) يعنى اليهود (آمَنُوا) بمحمد والقرآن (وَاتَّقَوْا) تابوا من اليهودية والسحر (لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ) لكان ثوابهم عند الله (خَيْرٌ) من السحر واليهودية (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٣)) يصدقون بثواب الله ، ولكن لا يعلمون ولا يصدقون بما كانوا يعلمون فى كتابهم.
ثم ذكر نهيه للمؤمنين عن لغة اليهود ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد والقرآن (لا تَقُولُوا) لمحمد (راعِنا) سمعك يا نبى الله (وَقُولُوا انْظُرْنا) أى انظر إلينا واسمع منا يا نبى الله ، وكان بلغتهم اسمع لا سمعت ، فمن ذلك نهى الله عن لغة اليهود (١). (وَاسْمَعُوا) ما تؤمرون به وأطيعوا ، (وَلِلْكافِرِينَ) اليهود (عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤)) وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم ، (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) ما يتمنى الذين كفروا (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) كعب بن الأشرف وأصحابه (وَلَا الْمُشْرِكِينَ) مشركى العرب أبى جهل وأصحابه (أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ) أن ينزل الله جبريل على نبيكم (مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) بخير النبوة والإسلام (وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) أى يختار بالنبوة والإسلام والكتاب من كان أهلا لذلك ، يعنى محمد (صلىاللهعليهوسلم) ، (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (١٠٥)) والمن الكبير بالنبوة والإسلام والكتاب على محمد.
ثم ذكر السبب فيما نسخ من القرآن وما لم ينسخ لمقالة قريش : يأمر محمد بأمر ثم ينهانا عنه فقال : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) الذى ننسخ من آية فلا يعمل بها (أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها) أى نرسل جبريل بأنفع منها من المنسوخ وأهون فى العمل بها (أَوْ مِثْلِها) فى الثواب والنفع والعمل ، (أَوْ نُنْسِها)(٢) نتركها غير منسوخة
__________________
(١) انظر : معانى الفراء (١ / ٧٠) ، والزجاج (١ / ١٦٥) ، وبن قتيبة (٦٠) ، وتفسير الطبرى (١ / ٣٧٣) ، ومختصره (١ / ٥٠) ، وزاد المسير (١ / ١٢٦).
(٢) قرأ أبو عمرو وابن كثير «ننسأها» وباقى السبعة هكذا من النسيان. انظر : السبعة لابن مجاهد (١٦٨) والكشف (١ / ٢٥٨) ، والحجة لابن خالويه ، والإقناع لابن خلف ، ومعانى القراءات للأزهرى (ص ٦٠) ، والمفتاح للمغربى ، أربعتهم بتحقيقنا ط دار الكتب العلمية بيروت.