فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٧٥) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦) قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ (٧٧) قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٧٨) قالَ مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ (٧٩) فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (٨٠))
(قالُوا نَفْقِدُ) نطلب (صُواعَ الْمَلِكِ) إناء الملك الذى شرب فيه ويكيل به وكان إناء من الذهب وقد اتهمنى الملك (وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (٧٢)) كفيل ، قال لهم : هذا القول فتى يوسف (قالُوا تَاللهِ) والله (لَقَدْ عَلِمْتُمْ) يا أهل مصر (ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ) أرض مصر بالسرقة ومضرة الناس (وَما كُنَّا سارِقِينَ (٧٣)) ما تطلبون (قالُوا) يعنى فتى يوسف (فَما جَزاؤُهُ) يعنى ما جزاء السارق (إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ (٧٤) قالُوا جَزاؤُهُ) السارق (مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ) السرقة (فَهُوَ جَزاؤُهُ) يقول : الاستبعاد جزاء سرقته (كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٧٥)) السارقين بأرضنا (فَبَدَأَ) فتى يوسف (بِأَوْعِيَتِهِمْ) ففتشها (قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ) فلم يجدها فيه (ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ) من أبيه وأمه ، فقال له فتى يوسف : فرجك الله كما فرجتنى (كَذلِكَ) هكذا (كِدْنا) صنعنا (لِيُوسُفَ) أكرمناه بالعلم والحكمة والفهم والنبوة والملك (ما كانَ لِيَأْخُذَ) يقول : لم يأخذ (أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) فى قضاء الملك (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) وقد شاء الله أن لا يأخذ أخاه فى دين الملك وكان قضاء الملك للسارق أنه يضرب ويغرم ، ويقال : يقطع ويغرم ، ويقال : إلا أن يشاء الله إلا ما علم يوسف أنه يرضى الله من قضاء الملك فكان يأخذ بذلك (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ) فضائل (مَنْ نَشاءُ) كما نرفع فى الدنيا (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦)) وفوق كل ذى علم عالم حتى ينتهى إلى الله فليس فوقه أحد ، ويقال : الله عالم وفوق كل عالم فليس فوقه أحد.
(قالُوا) إخوة يوسف (إِنْ يَسْرِقْ) إن سرق بنيامين سقاية الملك (فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) من قبله إخوة لأبيه وأمه صنما (فَأَسَرَّها يُوسُفُ) جواب