إيمانكم (حَمِيدٌ (٨)) لمن وحده (أَلَمْ يَأْتِكُمْ) يأهل مكة (نَبَؤُا) خبر (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ) يعنى قوم هود (وَثَمُودَ) قوم صالح (وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد قوم صالح قوم شعيب ، وغيرهم كيف أهلكهم الله عند التكذيب (لا يَعْلَمُهُمْ) لا يعلم عددهم وعذابهم أحد (إِلَّا اللهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالأمر والنهى والعلامات (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) على أفواههم ، يقول : ردوا على الرسل ما جاءوا به ، ويقال : وضعوا أيديهم على أفواههم ، وقالوا للرسل : اسكتوا وإلا سكتم (وَقالُوا) للرسل (إِنَّا كَفَرْنا) جحدنا (بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ) من الكتاب والتوحيد (وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ) من الكتاب والتوحيد (مُرِيبٍ (٩)) ظاهر الشك فيما تقولون (قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌ) أفي وحدانية الله شك (فاطِرِ السَّماواتِ) خالق السموات (وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ) إلى التوبة والتوحيد (لِيَغْفِرَ لَكُمْ) بالتوبة والتوحيد (مِنْ ذُنُوبِكُمْ) فى الجاهلية (وَيُؤَخِّرَكُمْ) بلا عذاب (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) إلى وقت معلوم يعنى الموت (قالُوا) للرسل (إِنْ أَنْتُمْ) ما أنتم (إِلَّا بَشَرٌ) آدمى (مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا) تصرفونا (عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا) من الأصنام (فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٠)) بكتاب وحجة.
(قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١١) وَما لَنا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (١٢) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (١٣) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ (١٤) وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (١٥) مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ (١٦) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ (١٧) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٨) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٩) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ (٢٠))
(قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ) ما نحن (إِلَّا بَشَرٌ) آدمى (مِثْلُكُمْ) يقول :