لأهل مكة (الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) يخالفون فى الدين (وَلِيَعْلَمَ) لكى يعلم (الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن ، ويوم القيامة (أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ (٣٩)) فى الدنيا بأن لا جنة ولا نار ، ولا بعث ولا حساب (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ) أمرنا لقيام الساعة (إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٠)).
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٤٢) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٤٣) بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤) أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٤٥) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٤٦) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٤٧) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ (٤٨) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (٤٩) يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (٥٠))
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ) فى طاعة الله من مكة إلى المدينة (مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) من بعد ما عذبهم أهل مكة ، يعنى عمار بن ياسر ، وبلالا ، وصهيبا وأصحابهم (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا) لننزلهم فى المدينة (حَسَنَةً) أرضا كريمة آمنة ذات غنيمة حلال (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ) ثواب الآخرة (أَكْبَرُ) أعظم من ثواب الدنيا (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١)) وقد كانوا يعلمون (الَّذِينَ صَبَرُوا) على أذى الكفار (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٤٢)) لا على غيره ، يعنى عمارا وأصحابه (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) يا محمد الرسل (إِلَّا رِجالاً) آدميا مثلك (نُوحِي إِلَيْهِمْ) بالأمر والنهى والعلامات (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) أهل التوراة والإنجيل (١)(إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٤٣)) أن الله لم يرسل إلا إنسيا (بِالْبَيِّناتِ) بالأمر والنهى والعلامات (وَالزُّبُرِ) خبر كتب الأولين (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ) جبريل بالقرآن (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ما أمر لهم فى القرآن (وَلَعَلَّهُمْ
__________________
(١) اختلف العلماء فى هذه الآية أمنسوخة هى أم محكمة ، وقد ذكر القرطبى فى جامعه (١٠ / ٢٠٠) : أن الآية محكمة من جهة العصاة من الموحدين ، ومنسوخة بالقتال فى حق الكافرين. انظر : الإيضاح لمكى (ص ٢٩١) ، الناسخ والمنسوخ للنحاس (ص ١٨٠). وابن البارزى (٢٩٥).