فى الجنة (ما يَشاؤُنَ) ما يشتهون ويتمنون (كَذلِكَ) هكذا (يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ (٣١)) الكفر والشرك والفواحش (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) قبضتهم الملائكة (طَيِّبِينَ) طاهرين من الشرك (يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) من الله (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ) بإيمانكم واقتسموها (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٣٢)) وتقولون من الخيرات فى الدنيا (هَلْ يَنْظُرُونَ) ما ينتظرون أهل مكة إذ لا يؤمنون (إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ) لقبض أرواحهم (أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ) عذاب ربك بهلاكهم (كَذلِكَ) كما فعل بك قومك كذبوك وشتموك (فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل قومك بأنبيائهم كذبوهم وشتموهم (وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ) بهلاكهم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٣٣)) بالشرك وتكذيب الرسل (فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) عقوبة ما عملوا وقالوا من المعاصى (وَحاقَ بِهِمْ) دار ونزل بهم ووجب عليهم (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٤)) عقوبة استهزائهم بالأنبياء ، ويقال : العذاب الذى كانوا به يستهزءون.
(وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) بالله الأوثان ، يعنى أهل مكة (لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) من الأصنام (نَحْنُ وَلا آباؤُنا) قبلنا (وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ) من دون الله (مِنْ شَيْءٍ) من البحيرة والسائبة ، والوصيلة والحام ، ولكن حرم الله وأمرنا بذلك (كَذلِكَ) كما فعل كذب قومك على الله بتحريم الحرث والأنعام (فَعَلَ) كذب (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) على الله (فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ) ما على الرسل (إِلَّا الْبَلاغُ) عن الله رسالة الله (الْمُبِينُ (٣٥)) بلغة تعلمونها ظاهرة (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ) إلى كل قوم (رَسُولاً) كما أرسلنك إلى قومك (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) وحدوا الله (وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) اتركوا عبادة الأصنام ، ويقال : الشيطان ، ويقال : الكاهن (فَمِنْهُمْ) من أرسلنا إليهم الرسل (مَنْ هَدَى اللهُ) لدينه فأجاب الرسل إلى الإيمان (وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ) وجبت (عَلَيْهِ الضَّلالَةُ) فلم يجب الرسل إلى الإيمان (فَسِيرُوا) سافروا (فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا) فاعتبروا (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٣٦)) آخر أمر المكذبين بالرسل (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ) على توحيدهم (فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) لدينه (مَنْ يُضِلُ) خلقه عن دينه ولا يكون أهلا لدينه (وَما لَهُمْ) لكفار مكة (مِنْ ناصِرِينَ (٣٧)) من مانعين من عذاب الله (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) حلفوا بالله جهد أيمانهم ، وإذا حلف الرجل بالله فقد حلف جهد يمينه (لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ) بعد الموت (بَلى وَعْداً عَلَيْهِ) على الله (حَقًّا) كائنا واجبا أن يبعث من يموت (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) أهل مكة (لا يَعْلَمُونَ (٣٨)) ذلك ولا يصدقون (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ)