بالله (وَنَذِيراً) من النار لمن كفر بالله (وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (١١٩)) لا ينبغى (وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ) ويقال : لا تسأل عن أصحاب الجحيم ، عن غفران أصحاب الجحيم ، (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ) يهود أهل المدينة (وَلَا النَّصارى) نصارى أهل نجران (حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) دينهم وقبلتهم (قُلْ) يا محمد (إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى) أى دين الإسلام هو دين الله ، وقبلة الله هى الكعبة ، (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ) دينهم وقبلتهم (بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) من البيان أن دين الله هو الإسلام ، وقبلة الله هى الكعبة (ما لَكَ مِنَ اللهِ) من عذاب الله (مِنْ وَلِيٍ) قريب ينفعك (وَلا نَصِيرٍ (١٢٠)) مانع يمنعك.
(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٢١) يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٢٢) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (١٢٣) وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (١٢٤) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (١٢٥) وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٢٦) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٢٨) رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٢٩) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٣٠))
ثم ذكر مؤمنى أهل التوراة عبد الله بن سلام وأصحابه ، وبحيرا الراهب وأصحابه ، والنجاشى وأصحابه ، فقال : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) أعطيناهم علم الكتاب ، يعنى التوراة (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) يصفونه حق صفته ولا يحرفونه ، أى يبينون حلاله وحرامه ، وأمره ونهيه لمن سألهم ، ويعملون بمحكمه ، ويؤمنون بمتشابهه (أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) بمحمد والقرآن (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ) بمحمد والقرآن (فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٢١)) المغبونون بذهاب الدنيا والآخرة.