وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٥) وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (١١٦) مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١١٧) وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٨) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٩) إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠))
(يَوْمَ تَأْتِي) وهو يوم القيامة (كُلُّ نَفْسٍ) برة أو فاجرة (تُجادِلُ) تخاصم (عَنْ نَفْسِها) لقبل نفسها ، ويقال : مع شيطانها ، ويقال : مع روحها (وَتُوَفَّى) توفر (كُلُّ نَفْسٍ) برة أو فاجرة (ما عَمِلَتْ) بما عملت من خير أو شر (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١١١)) لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً) بين الله تعالى صفة أهل مكة أبى جهل والوليد وأصحابه (كانَتْ آمِنَةً) كان أهلها آمنين من العدو والقتال والجوع والسبى (مُطْمَئِنَّةً) مقيما أهلها (يَأْتِيها رِزْقُها) يحمل إليها من الثمرات (رَغَداً) موسعا (مِنْ كُلِّ مَكانٍ) ناحية وأرض يعمل إليها (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ) فكفر أهلها بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) فعاقب الله أهلها بالجوع سبع سنين والخوف من خوف حرب محمد (صلىاللهعليهوسلم) وأصحابه (بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (١١٢)) يقولون ويعملون بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) من الجفاء (وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ) محمد (صلىاللهعليهوسلم) (مِنْهُمْ) من نسبهم عربى قرشى مثلهم (فَكَذَّبُوهُ) مما جاءهم به (فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ) عذاب الله بالجوع والقتل والسبى (وَهُمْ ظالِمُونَ (١١٣)) كافرون.
(فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) من الحرث والأنعام والنعيم (حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا) واذكروا (نِعْمَتَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (١١٤)) إن كنتم إياه تريدون عبادة الله بتحريم الحرث والأنعام فاستحلوا فإن عبادة الله فى تحليله (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) التى أمر بذبحها (وَالدَّمَ) دم المسفوح (وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) وما ذبح بغير اسم الله عمدا أو الأصنام (فَمَنِ اضْطُرَّ) أجهد إلى ما حرم الله عليه (غَيْرَ باغٍ) على المسلمين ، ويقال : غير مستحل لأكل الميتة (وَلا عادٍ) قاطع الطريق ، ويقال : متعمد للأكل بغير الضرورة (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ) بأكل الميتة عند الضرورة (رَحِيمٌ (١١٥)) إذ رخص له الأكل عند الضرورة.