(وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) لا تقولوا بألسنتكم الكذب (هذا) يعنى الحرث والأنعام (حَلالٌ) على الرجال (وَهذا حَرامٌ) على النساء (لِتَفْتَرُوا) لتختلقوا (عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) بذلك (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ) يختلقون (عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (١١٦)) لا ينجون ولا يأمنون من عذاب الله (مَتاعٌ قَلِيلٌ) عيشهم فى الدنيا قليل (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١١٧)) وجيع فى الآخرة (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا) مالوا عن الإسلام يعنى اليهود (حَرَّمْنا) عليهم (ما قَصَصْنا عَلَيْكَ) ما سمينا لك (مِنْ قَبْلُ) من قبل هذه السورة فى سورة الأنعام (وَما ظَلَمْناهُمْ) بما حرمنا عليهم من الشحوم واللحوم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٨)) يضرون ، أى بذنوبهم حرم الله عليهم (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ) يا محمد (لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ) بتعمد وإن كان جاهلا بركوبها (ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) السوء (وَأَصْلَحُوا) العمل فيما بينهم وبين ربهم (إِنَّ رَبَّكَ) يا محمد (مِنْ بَعْدِها) من بعد التوبة (لَغَفُورٌ) متجاوز (رَحِيمٌ (١١٩)) بهم (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) إماما يقتدى به (قانِتاً) مطيعا (لِلَّهِ حَنِيفاً) مسلما مخلصا (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠)) مع المشركين على دينهم.
(شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٢١) وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٢٢) ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٣) إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٢٤) ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١٢٥) وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦) وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧) إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨))
(شاكِراً لِأَنْعُمِهِ) شاكرا لما أنعم الله عليه (اجْتَباهُ) اصطفاه بالنبوة والإسلام (وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٢١)) ثبته على طريق قائم يرضيه وهو الإسلام (وَآتَيْناهُ) أعطيناه (فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) ولدا صالحا ، ويقال : ثناء حسنا ، ويقال : الذكر والثناء الحسن ، فى الناس كلهم (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٢٢)) مع آبائه المرسلين فى الجنة (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) أمرناك يا محمد (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) أن استقم على دين إبراهيم (حَنِيفاً) مسلما (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٣)) مع المشركين على دينهم