النَّفْسَ) المؤمنة (الَّتِي حَرَّمَ اللهُ) قتلها (إِلَّا بِالْحَقِ) بالرجم أو القود ، أو الارتداد (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً) بالتعمد (فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ) ولى المقتول (سُلْطاناً) عذرا وحجة على القاتل إن شاء قتله ، وإن شاء عفا عنه ، وإن شاء أخذه بالدية (فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) إن قتلت قاتل وليك ، ويقال : لا تقتل غير القاتل حمية إن قرأت بالجزم ، ويقال : لا تقتل لقتل نفس واحدة نفسين (إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (٣٣)) يقتل ولا يعفى (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) بالأرباح والحفظ (حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) خمس عشرة ، أو ثمان عشرة سنة (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ) أتموا بالعهد بالله فيما بينكم وبين الناس (إِنَّ الْعَهْدَ) ناقض العهد (كانَ مَسْؤُلاً (٣٤)) عن نقضه يوم القيامة.
(وَأَوْفُوا) أتموا (الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ) لغيركم (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ)(١)(الْمُسْتَقِيمِ) بميزان العدل (ذلِكَ) الوفاء بالكيل والوزن والعهد (خَيْرٌ) من النقض والبخس (وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (٣٥)) عاقبة (وَلا تَقْفُ) ولا تقل (ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) فتقول : علمت ولم تعلم ، ورأيت ولم تر ، وسمعت ولم تسمع (إِنَّ السَّمْعَ) ما تسمعون (وَالْبَصَرَ) ما تبصرون (وَالْفُؤادَ) ما تتمنون (كُلُّ أُولئِكَ) عن كل ذلك (كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (٣٦)) يوم القيامة (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) بالتكبر والخيلاء (إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ) تجاوز الأرض بخيلائك (وَلَنْ تَبْلُغَ) تطول (الْجِبالَ طُولاً (٣٧)) ولن تحاذى الجبال (كُلُّ ذلِكَ) كل ما نهيتك عنه (كانَ سَيِّئُهُ) سيئا (عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (٣٨)) عند ربك مقدم ومؤخر (ذلِكَ) الذى أمرتك (مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ) أمرك (رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) فى القرآن (وَلا تَجْعَلْ) لا تقل (مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى) فتطرح (فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً) تلوم نفسك (مَدْحُوراً (٣٩)) مقصيا من كل خير (أَفَأَصْفاكُمْ) اختاركم (رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ) بالذكور (وَاتَّخَذَ) لنفسه (مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) البنات (إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ) على الله (قَوْلاً عَظِيماً (٤٠)) فى العقوبة ، ويقال : فى الفرية على الله.
(وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (٤١) قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما
__________________
(١) قرأ حمزة ، وحفص ، والكسائى ، بكسر القاف ، ومثله فى الشعراء ، وقرأ الباقون بضم القاف فى السورتين. انظر : معانى القراءات للأزهرى (ص ٢٥٦) ، والامتناع لابن خلف ، والحجة لابن خالويه ، والمفتاح للقرطبى ، بتحقيقنا ط دار الكتب العلمية بيروت ، والبحر المحيط (٦ / ٣٤) ، والكشف (٢ / ٤٦).