تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ) عن القرابة والمساكين حياء ورحمة (ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ) انتظار رحمة (مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها) أن تأتيك ، ويقال : قدوم مال غائب عنك (فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (٢٨)) فعدهم عدة حسنة ، أى سأعطيكم (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ) يقول : لا تمسك يدك عن النفقة والعطية بمنزلة المغلولة يده إلى عنقه (وَلا تَبْسُطْها) فى العطية والنفقة (كُلَّ الْبَسْطِ) فى السرف يقول : لا تعط جميع ما هو لك مسكينا واحدا ، أو قرابة واحدة ، وتترك الآخرين (فَتَقْعُدَ) فتبقى (مَلُوماً) يلومك الناس ، يعنى الفقراء والقرابة (مَحْسُوراً (٢٩)) منقطعا عنك القرابة والمساكين ذاهبا الذى لك من المال ، ويقال : نزلت هذه الآية فى امرأة استكست قميص رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) فأعطاها النبى (صلىاللهعليهوسلم) قميصه وجلس عاريا ، فنهاه الله عن ذلك ، وقال له : ولا تبسطها كل البسط فى السرف حتى تنزع ثوبك (إِنَّ رَبَّكَ) يا محمد (يَبْسُطُ الرِّزْقَ) يوسع المال (لِمَنْ يَشاءُ) على من يشاء من عباده وهو نظر منه (وَيَقْدِرُ) يقتر على من يشاء من عباده ، وهو نظر منه (إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ) بصلاح عباده (خَبِيراً بَصِيراً (٣٠)) بالبسط والتقتير.
(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (٣١) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً (٣٢) وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (٣٣) وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً (٣٤) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (٣٥) وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (٣٦) وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً (٣٧) كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (٣٨) ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (٣٩) أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (٤٠))
(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ) نزلت هذه الآية فى خزاعة كانوا يدفنون بناتهم أحياء ، فنهاهم الله عن ذلك ، وقال : ولا تقتلوا أولادكم ، لا تدفنوا بناتكم أحياء (خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) مخافة الذل والفقر (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ) يعنى بناتكم (وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ) دفنهم أحياء (كانَ خِطْأً كَبِيراً (٣١)) ذنبا عظيما فى العقوبة (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) سرا وعلانية (إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً) معصية وذنبا (وَساءَ سَبِيلاً (٣٢)) بئس مسلكا (وَلا تَقْتُلُوا