هذه الدنيا أعمى عن الحجة والبيان ، فهو فى الآخرة أشد عمى ، وأضل سبيلا عن الحجة (وَإِنْ كادُوا) وقد كادوا (لَيَفْتِنُونَكَ) ليصرفونك وليستنزلونك (عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) من كسر آلهتهم (لِتَفْتَرِيَ) لتقول (عَلَيْنا غَيْرَهُ) غير الذى أمرتك من كسر آلهتهم (وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (٧٣)) صفيا بمتابعتك إياهم ، نزلت هذه الآية فى ثقيف (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ) عصمناك وحفظناك (لَقَدْ كِدْتَ) هممت (تَرْكَنُ) تميل (إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (٧٤)) فيما طلبوك.
(إِذاً) أو أعطيت ما طلبوك (لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ) عذاب الدنيا (وَضِعْفَ الْمَماتِ) عذاب الآخرة (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (٧٥)) مانعا (وَإِنْ كادُوا) وقد كادوا ، يعنى اليهود (لَيَسْتَفِزُّونَكَ) ليستنزلونك (مِنَ الْأَرْضِ) أرض المدينة (لِيُخْرِجُوكَ مِنْها) إلى الشام (وَإِذاً) لو أخرجوك من المدينة (لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً (٧٦)) يسيرا حتى نهلكهم (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا) أهلكنا قومهم إذا خرج الرسل من بين أظهرهم (وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا) لعذابنا (تَحْوِيلاً (٧٧)) تغييرا (أَقِمِ الصَّلاةَ) أتم الصلاة يا محمد (لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) بعد زوال الشمس صلاة الظهر والعصر (إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) وبعد دخول الليل صلاة المغرب والعشاء (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) صلاة الغداة (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ) صلاة الغداة (كانَ مَشْهُوداً (٧٨)) تشهدها ملائكة الليل ، وملائكة النهار (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ) بقراءة القرآن والتهجد بعد النوم (نافِلَةً) فضيلة (لَكَ) ويقال : خاصة لك (عَسى) وعسى من الله واجب (أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً (٧٩)) أن يقيمك ربك مقاما محمودا مقام الشفاعة ، محمودا يحمدك الأولون والآخرون (وَقُلْ رَبِ) يا رب (أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ) يقول : أدخلنى فى المدينة إدخال صدق ، وكان خارجا من المدينة (وَأَخْرِجْنِي) من المدينة (مُخْرَجَ صِدْقٍ) إخراج صدق بعد ما كنت فيها فأدخلنى مكة ، ويقال : أدخلنى فى القبر مدخل صدق إدخال صدق ، وأخرجنى من القبر يوم القيامة مخرج صدق ، إخراج صدق (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ) من عندك (سُلْطاناً نَصِيراً (٨٠)) مانعا بلا ذل ولا رد قول.
(وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (٨١) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (٨٢) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً (٨٣) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى