سَبِيلاً (٨٤) وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (٨٥) وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (٨٦) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (٨٧) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (٨٨) وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٨٩) وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً (٩٠))
(وَقُلْ جاءَ الْحَقُ) محمد (صلىاللهعليهوسلم) بالقرآن ، ويقال : ظهر الإسلام وكثر المسلمون (وَزَهَقَ الْباطِلُ) هلك الشيطان والشرك وأهله (إِنَّ الْباطِلَ) الشيطان والشرك وأهله (كانَ زَهُوقاً (٨١)) هالكا (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ) نبين فى القرآن (ما هُوَ شِفاءٌ) بيان من العمى ، ويقال : بيان من الكفر والشرك والنفاق (وَرَحْمَةٌ) من العذاب (لِلْمُؤْمِنِينَ) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ) المشركين بما نزل من القرآن (إِلَّا خَساراً (٨٢)) غبنا (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ) يعنى الكافر من كثرة ماله ومعيشته (أَعْرَضَ) عن الدعاء والشكر (وَنَأى بِجانِبِهِ) تباعد عن الإيمان (وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ) أصابته الشدة والفقر (كانَ يَؤُساً (٨٣)) آيسا من رحمة الله ، نزلت فى عتبة بن ربيعة (قُلْ) يا محمد (كُلٌ) كل واحد منكم (يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) على نيته وأمره الذى هو عليه ، ويقال : على ناحيته منهاجه وجديلته (فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً (٨٤)) أصوب دينا (وَيَسْئَلُونَكَ) يا محمد (عَنِ الرُّوحِ) سأل أهل مكة أبو جهل وأصحابه (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) من عجائب ربى ، ويقال : من علم ربى ، (وَما أُوتِيتُمْ) أعطيتم (مِنَ الْعِلْمِ) فيما عند الله (إِلَّا قَلِيلاً (٨٥) وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) بحفظ الذى أوحينا إليك جبريل به (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (٨٦)) كفيلا ، ويقال : مانعا (إِلَّا رَحْمَةً) نعمة (مِنْ رَبِّكَ) حفظ القرآن فى قلبك (إِنَّ فَضْلَهُ) بالنبوة والإسلام (كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (٨٧)) عظيما.
(قُلْ) يا محمد لأهل مكة (لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) بمثل هذا القرآن بالقافية والأمر والنهى ، والوعد والوعيد ، والناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، وخبر ما كان وما يكون ، (وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (٨٨)) معينا (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ) بينا لأهل مكة (فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِ