مَثَلٍ) من كل وجه من الوعد والوعيد (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً (٨٩)) لم يقبلوا وثبتوا على الكفر (وَقالُوا) يعنى عبد الله بن أمية المخزومى وأصحابه (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ) لن نصدقك (حَتَّى تَفْجُرَ لَنا) تشقق لنا (مِنَ الْأَرْضِ) أرض مكة (يَنْبُوعاً (٩٠)) عيونا وأنهارا.
(أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (٩٢) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً (٩٣) وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلاَّ أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً (٩٤) قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً (٩٥) قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (٩٦) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً (٩٧) ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (٩٨) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً (٩٩) قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (١٠٠))
(أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ) بستان (مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ) كرم (فَتُفَجِّرَ) فتشقق (الْأَنْهارَ خِلالَها) وسطها (تَفْجِيراً (٩١)) تشقيقا (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً) قطعا بالعذاب (١)(أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (٩٢)) شهيدا على ما تقول (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ) من ذهب وفضة (أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ) أو تصعد إلى السماء فتأتينا بالملائكة يشهدون إنك رسول من الله إلينا (وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ) لصعودك إلى السماء (حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً) من الله إلينا (نَقْرَؤُهُ) فيه أنك رسول الله إلينا (قُلْ) لهم يا محمد (سُبْحانَ رَبِّي) أنزه ربى عن الولد والشريك (هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً (٩٣)) يقول : ما أنا إلا بشر رسول كسائر الرسل (وَما مَنَعَ النَّاسَ) أهل مكة (أَنْ يُؤْمِنُوا) بالله (إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) محمد (صلىاللهعليهوسلم) بالقرآن (إِلَّا أَنْ قالُوا) إلا قولهم (أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً (٩٤)) إلينا (قُلْ) يا محمد
__________________
(١) انظر : زاد المسير لابن الجوزى (٥ / ٧٩).