عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (٢٨) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً (٢٩) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (٣٠))
(وَكَذلِكَ) هكذا (أَعْثَرْنا) أطلعنا (عَلَيْهِمْ) أهل مدينة أفسوس المؤمنين والكافرين ، وكان ملكهم يومئذ مسلما ، يسمى يستفاد ، ومات ملكهم المجوسى دقيانوس قبل ذلك (لِيَعْلَمُوا) يعنى المؤمنين والكافرين (أَنَّ وَعْدَ اللهِ) البعث بعد الموت (حَقٌ) كائن (وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها) لا شك فيها (إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ) إذ يختلفون فى قولهم فيما بينهم (فَقالُوا) يعنى الكافرين (ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً) كنيسة ، لأنهم على ديننا (رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ) على قولهم وهم المؤمنون (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (٢١)) لأنهم على ديننا وكان اختلافهم فى هذا (سَيَقُولُونَ) نصارى أهل نجران السيد وأصحابه وهم النسطورية (ثَلاثَةٌ) هم ثلاثة (رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) قطمير (وَيَقُولُونَ) العاقب وأصحابه وهم المار يعقوبية (خَمْسَةٌ) هم خمسة (سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ) ظنا بالغيب بغير علم (وَيَقُولُونَ) أصحاب الملك وهم الملكانية (سَبْعَةٌ) هم سبعة (وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) قطمير (قُلْ) لهم يا محمد (رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ) بعددهم (ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) من المؤمنين ، قال ابن عباس ، رضى الله عنهما : أنا من ذلك القليل ، وهم ثمانية سوى الكلب (فَلا تُمارِ فِيهِمْ) فلا تجادل معهم فى عددهم (إِلَّا مِراءً ظاهِراً) إلا أن تقرأ القرآن ظاهرا (وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (٢٢)) لا تسأل أحدا عن عددهم يكفيك ما بين الله لك (وَلا تَقُولَنَ) يا محمد (لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣)) أو قائل (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) إلا أن تقول إن شاء الله (وَاذْكُرْ رَبَّكَ) بالاستثناء (إِذا نَسِيتَ) ولو بعد حين (وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي) يدلنى ويرشدنى (لِأَقْرَبَ) لأصوب (مِنْ هذا رَشَداً (٢٤)) صوابا ويقينا ، نزلت هذه الآية فى شأن النبى (صلىاللهعليهوسلم) إذ قال لمشركى أهل مكة : غدا أقول لكم ، فلم يقل : إن شاء الله ، فيما سألوه عن خبر الروح (١).
(وَلَبِثُوا) مكثوا (فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (٢٥)) تسع
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٥ / ١٣١) ، ولباب النزول للسيوطى (١٤٤) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٣٨٦).