(وَهُمْ رُقُودٌ) نيام (وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) فى كل عام مرة لكى لا تأكل الأرض لحومهم (وَكَلْبُهُمْ) قطمير (باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) بفناء الباب (لَوِ اطَّلَعْتَ) هجمت (عَلَيْهِمْ) من تلك الحال (لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ) لأدبرت عنهم (فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (١٨)) لأخذت منهم خوفا.
(وَكَذلِكَ) هكذا (بَعَثْناهُمْ) أيقظناهم بعد ما مضى ثلاث مائة سنة وتسع سنين (لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ) ليتحدثوا فيما بينهم (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ) سيدهم وكبيرهم وهو مكسلمينا (كَمْ لَبِثْتُمْ) مكثتم فى هذا الغار بعد النوم (قالُوا لَبِثْنا يَوْماً) فلما خرجوا فنظروا إلى الشمس وقد بقى منها شىء ، قالوا : (أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا) يعنى مكسلمينا (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ) بعد النوم (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ) تمليخا (بِوَرِقِكُمْ هذِهِ) بدراهمكم هذه (إِلَى الْمَدِينَةِ) مدينة أفسوس (فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً) أكثر طعاما ، ويقال : أطيب خبزا وأحل ذبيحة (فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ) بطعام منه (وَلْيَتَلَطَّفْ) يرفق فى الشراء (وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ) لا يعلمن بكم (أَحَدٌ أَ(١٩)) من المجوس (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا) يطلعوا (عَلَيْكُمْ) المجوس (يَرْجُمُوكُمْ) يقتلوكم (أَوْ يُعِيدُوكُمْ) يرجعوكم (فِي مِلَّتِهِمْ) فى دينهم المجوسية (وَلَنْ تُفْلِحُوا) لن تنجوا من عذاب الله (إِذاً أَبَداً (٢٠)) إذا رجعتم إلى دينهم.
(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (٢١) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (٢٢) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣) إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً (٢٤) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (٢٥) قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (٢٦) وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٧) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ