النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً (٥٥) وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آياتِي وَما أُنْذِرُوا هُزُواً (٥٦) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (٥٧) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (٥٨) وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً (٥٩) وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (٦٠))
(ما أَشْهَدْتُهُمْ) يعنى الملائكة والشياطين (خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) حين خلقتهما (وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ) حين خلقتهم ، ويقال : ما استعنت من الملائكة والشياطين فى خلق السموات والأرض ولا فى خلق أنفسهم (وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ) الكافرين اليهود والنصارى وعبدة الأوثان (عَضُداً (٥١)) عونا (وَيَوْمَ) وهو يوم القيامة (يَقُولُ) لعبدة الأوثان (نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ) يعنى آلهتكم (زَعَمْتُمْ) عبدتم وقلتم إنهم شركائى حتى يمنعوكم من عذابى (فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) فلم يجيبوا لهم (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ) بين العابد والمعبود (مَوْبِقاً (٥٢)) واديا فى النار وجعلنا ما بينهم من الوصل والود فى الدنيا موبقا مهلكا فى الآخرة (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ) المشركون (النَّارَ فَظَنُّوا) فعلموا وأيقنوا (أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) داخلوها ، يعنى النار (وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً (٥٣)) مهربا (وَلَقَدْ صَرَّفْنا) بينا (فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ) لأهل مكة (مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) من كل وجه من الوعد والوعيد لكى يتعظوا فيؤمنوا (وَكانَ الْإِنْسانُ) أبى بن خلف الجمحى (أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً (٥٤)) فى الباطل ، ويقول : ليس شىء أجدل من الإنسان (وَما مَنَعَ النَّاسَ) أهل مكة المطعمين يوم بدر (أَنْ يُؤْمِنُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) محمد (صلىاللهعليهوسلم) بالقرآن (وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ) يتوبوا من الكفر إلى الإيمان (إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) عذاب الأولين بهلاكهم (أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ) بالسيف (قُبُلاً (٥٥)) معاينة يوم بدر.
(وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ) بالجنة للمؤمنين (وَمُنْذِرِينَ) عن النار للكافرين (وَيُجادِلُ) يخاصم (الَّذِينَ كَفَرُوا) بالكتب والرسل (بِالْباطِلِ)