يوما ، فتكلم عيسى عليهالسلام (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ) علمنى التوراة والإنجيل فى بطن أمى (وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠)) بعد الخروج من بطن أمى.
(وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣) ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (٣٤) ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥) وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٨) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٩) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (٤٠))
(وَجَعَلَنِي مُبارَكاً) معلما للخير (أَيْنَ ما كُنْتُ) حيثما كنت وأقمت (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ) بإتمام الصلاة (وَالزَّكاةِ) الصدقة (ما دُمْتُ حَيًّا (٣١)) ما حييت (وَبَرًّا بِوالِدَتِي) لطيفا بوالدتى (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً) فى دينى قتالا فى الغضب (شَقِيًّا (٣٢)) عاصيا لربى (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ) السلامة علىّ حين ولدت من لمزة الشيطان (وَيَوْمَ أَمُوتُ) حين أموت من ضغطة القبر (وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣)) حين أبعث من القبر حيا (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) خبر عيسى ابن مريم (قَوْلَ الْحَقِ) خبر الحق (الَّذِي فِيهِ) فى عيسى (يَمْتَرُونَ (٣٤)) يشكون يعنى النصارى ، وقال بعضهم : هو الله ، وقال بعضهم : هو ابن الله ، وقال بعضهم : هو شريكه (ما كانَ لِلَّهِ) ما ينبغى لله (أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ) نزه نفسه عن الولد والشريك (إِذا قَضى أَمْراً) إذا أراد أن يخلق ولدا بلا أب (فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥)) ولدا بلا أب ، مثل عيسى فلما جاء عيسى بالرسالة إلى قومه ، قال : إنى عبد الله ومسيحه (وَإِنَّ اللهَ) هو (رَبِّي) خالقى ورازقى (وَرَبُّكُمْ) خالقكم ورازقكم (فَاعْبُدُوهُ) وحدوه (هذا) التوحيد الذى أمركم به (صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦)) دين قائم يرضاه وهو الإسلام (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ) الكفار (مِنْ بَيْنِهِمْ) فيما بينهم فقال بعضهم : هو الله ، وقال بعضهم : هو ابن الله ، وقال بعضهم : هو شريكه (فَوَيْلٌ) الويل واد فى جهنم من قيح ودم ، ويقال : جب فى النار ، ويقال : ويل شدة العذاب (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) تحزبوا فى عيسى (مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧)) من