وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله مادا بها صوته لا يقطعها ولا يتنفس فيها ولا يتمها فإذا أتمها أمر إسرافيل بالنفخ في الصور وقامت القيامة تعظيما لله» (١).
وعن أنس قال صلىاللهعليهوسلم : «ما زلت أشفع إلى ربي ويشفعني وأشفع إليه ويشفعني حتى قلت يا رب شفعني فيمن قال لا إله إلا الله فقال : يا محمد ليست لك ولا لأحد وعزتي وجلالي لا أدع أحدا في النار قال لا إله إلا الله» (٢).
وقال سفيان الثوري : سألت جعفر بن محمد عن (حم عسق) فقال الحاء حلمه والميم ملكه والعين عظمته والسين سناؤه والقاف قدرته يقول الله عزوجل : بحلمي وملكي وعظمتي وسنائي وقدرتي لا أعذب بالنار من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله.
روي عن موسى أنه قال : يا رب علمني شيئا أذكرك به قال : قل لا إله إلا الله ، قال : إنما أردت شيئا تخصني به قال : يا موسى لو أن السموات السبع ومن فوقهنّ في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهنّ لا إله إلا الله ، وقال بعض المفسرين في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) [إبراهيم ، ٢٤] أنها لا إله إلا الله (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) [فاطر ، ١٠] لا إله إلا الله (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) [العصر ، ٤] لا إله إلا الله (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) [سبأ ، ٤٦] لا إله إلا الله (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) [الصافات ، ٢٤] عن قول لا إله إلا الله (بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ) [الصافات ، ٣٧] هو لا إله إلا الله (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) [إبراهيم ، ٢٧] هو لا إله إلا الله (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ) [إبراهيم ، ٢٧] عن قول لا إله إلا الله.
وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قال في السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتا في الجنة» (٣) قال الرازي وفي النكت ينبغي لأهل لا إله إلا الله أن يخلصوا في أربعة أشياء حتى يكونوا من أهل لا إله إلا الله التصديق والتعظيم والجلالة والحرمة فمن ليس له التصديق فهو منافق ومن ليس له التعظيم فهو مبتدع ومن ليس له الجلالة فهو مراء ومن ليس له الحرمة فهو فاجر وكذاب.
وحكي أنّ بشرا الحافي رأى كاغدا فيه بسم الله الرحمن الرحيم فرفعه وطيبه بالمسك فرأى في النوم كأنه نودي يا بشر طيبت اسمنا فنحن نطيب اسمك في الدنيا والآخرة.
وذكر أنّ صيادا كان يصيد السمك وكانت ابنته تطرحها في الماء وتقول : إنما وقعت في الشبكة لغفلتها إلهنا تلك الصبية كانت ترحم غفلتها وكانت تلقيها مرة أخرى في البحر ونحن قد اصطادتنا وسوسة الشيطان وأخرجنا من بحر رحمتك فارحمنا بفضلك وخلصنا منه وألقنا في بحار رحمتك مرّة أخرى.
__________________
(١) الحديث لم أجده بهذا اللفظ في كتب الحديث التي بين يدي.
(٢) أخرجه في الإتحافات السنية ٢٦٦ ، وابن أبي عاصم في السنة ٢ / ٣٩٦ ، وأبو نعيم في تاريخ أصفهان ١ / ٢٣٤.
(٣) أخرجه الترمذي في الدعوات حديث ٣٤٢٩.