أحضر رحبة الجامع فأطلب المحدث أن يتحدث فأحفظ جميع ما أسمعه».
«ولقد كان الصبيان ينزلون إلى دجلة ويتفرجون على الجسر ، وأنا فى الصغر آخذ جزآ وأقعد حجزة عن الناس فأتشاغل بالعلم».
طلبه للعلم وشيوخه :
لما ترعرع حملته عمته إلى مسجد الحافظ أبى الفضل بن ناصر السلامى ، وهو خاله ، فاعتنى به وأسمعه الحديث ، وحفظ القرآن الكريم على جماعة من أئمة القراء ، وسمع بنفسه الكثير وعنى بالطلب.
وكان أول سماعه سنة ست عشرة وخمسمائة ، وقيل سنة عشرين وخمسمائة وبعدها ، فسمع من أبى الحصين ، وعلى بن عبد الواحد الدينورى ، والحسين بن محمد البارع ، وأبى السعادات أحمد بن أحمد المتوكلى ، وأبى سعد إسماعيل بن أبى صالح المؤذن ، وأبى الحسن على بن الزاغونى الفقيه ، وأبى غالب بن البنا وأخيه يحيى ، وأبى بكر محمد بن الحسين ، وهبة الله بن الطبرى ، وأبى غالب محمد بن حسن الماردى ، وخطيب أصبهان أبى القاسم عبد الله بن الراوى ، وأبى السعود أحمد بن المحلى ، وأبى منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز ، وعلى بن أحمد الموحد ، وأبى القاسم بن السمرقندى ، وابن ناصر ، وأبى الوقت.
وقد ترجم ابن الجوزى لشيوخه فى كتابه «مشيخة ابن الجوزى» ، وعددهم ستة وثمانون شيخا ، وثلاث نسوة ، ويكفى هذا العدد تبيانا لمدى طموح ابن الجوزى وسعة اطلاعه.
مكانته :
لقد حضر ابن الجوزى مجلس الخلفاء والوزراء الكبار ، وحضروا مجالس وعظه ، وأقل ما كان يحضر مجلسه الألوف.
قال سبطه شمس الدين المظفر : سمعته مرة يقول على المنبر فى آخر عمره : «كتبت بأصبعى هاتين ألفى مجلد ، وتاب على يدى مائة ألف ، وأسلم على يدى عشرون ألف يهودى ونصرانى».